دور الاسرة في رعاية الموهوبين
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ... الحديث )
رواه البخاري
مقدمة:
إن رعاية الأسرة واكتشافها لابنها للموهوب أمر في غاية الأهمية، فان سارت هذه الرعاية في الطريق الصحيح ستكون نتائجها باذن الله مثمرة إن قامت بدورها كاملا. وان سارت عكس ذلك فستكون عواقبها وللأسف الشديد نكسة قوية وهم كبير إن غابت عن دورها.
من هنا أدركنا أننا لابد أن نتعرف على هذا الدور من خلال عددا من الكتب والأبحاث والمقالات التى تحدثت عن هذا الموضوع والمنشورة في المجلات العلمية والأدبية.
وقد قسمت هذا المقال والى عدة عناصر على النحو التالي :
• كيفية التعرف على الموهوب داخل أسرته .
• خصائص البيئة الأسرية للأطفال الموهوبين .
• دور الأسرة الخارجي لطفلها الموهوب
• التوصيات والتوجيهات التى لابد لولي الأمر أن يطلع عليها
اسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في هذا العمل انه سميع مجيب ،،،،
تنقسم المجتمعات الإنسانية إلى قسمين مجتمعات منتجة ومتقدمة وأخرى مستهلكة ونامية . فالمجتمعات المتقدمة هي التي استطاعت أن تتعرف على تفوق أبناءها ومواهبهم وقدراتهم وأتاحت لهم الفرص والإمكانيات الملائمة للنمو والتطور .
بينما نرا أن المجتمعات التي لا تحاول التعرف على قدرات الأبناء ولا تكتشف تفوقهم ومواهبهم ولا تهيئ لهم الفرص لاستثمار طاقاتهم الكامنة فإنها تعيش في ظل التخلف الفكري والاجتماعي والاقتصادي .
من هذا المنطلق يتطلب من المؤسسات التعليمية المختلفة الاهتمام برعاية الأبناء الموهوبين وتهيئة الظروف المناسبة لنمو قدراتهم وإيجاد الحلول للمشكلات المختلفة التى يتعرضون لها خلال مسيرتهم في الحياة .
فأول هيئة تنظيمية يبدءا فيها الطفل هي الأسرة حيث أنها تلعب الدور الأهم في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم ومواهبهم ومقابلة متطلبات حاجاتهم ، غير أنها تعجز أحيانا عن القيام بدورها كاملا وذلك بسبب عوامل الجهل او نقص الخبرة أو قلة التدريب او بسبب تعرض طفلها لعوامل الحرمان المتنوعة بشكل مباشر او غير مباشر .
كيفية التعرف على الموهوب داخل الأسرة :
ممكن تقسيم كيفية التعرف على الموهوب داخل الأسرة إلى مرحلتين .
مرحلة ما قبل الدراسة/
وتتسم هذه المرحلة بعدة سمات من الممكن أن تلاحظ في الطفل الموهوب داخل أسرته منها : وهي
• الاستعداد للحبو والمشي المبكر .
• النطق بجمل مفيدة من كلمتين أو أكثر في سن مبكرة قبل القرناء .
• حب الفضول والاستكشاف .
• تفضيل نوع من المهارات أو القدرات دون غيرها كالرسم والتلوين
• محاولة القراءة والكتابة في سن مبكرة قبل القرناء .
• الميل إلى ألعاب التركيب وألعاب الاستكشاف
• تميزه بالقدرة على التركيز والمثابرة على القيادة .
مرحلة الثانية أثناء الدراسة /
الطفل في هذه المرحلة من الممكن ان تلاحظ تتوافر فيه بعض السمات والخصائص بدرجة عالية وغير عادية وهي :
• سريع الفهم .
• محب للمعرفة ومتميز في أسئلته.
• حصيلته اللغوية كبيرة .
• يعبر عن أفكاره بوضوح .
• متفوق دراسياً
• ينجز أعماله بمفرده وبجدية.
• يناقش وينقد بموضوعية .
• أفكاره جديدة ونادرة .
• يتميز بالمثابرة وعدم الملل .
• لديه أفكار وحلول لما يطرح عليه من أمور .
• قوي الملاحظة وإدراك التفاصيل .
• متميز في الرياضيات .
• مبدع في الرسم والأشغال .
• لديه نزعة قيادية
• ذاكرته قوية .
• يميل إلى حل الواجبات التي تتطلب قدراً أكبر من الفهم والجهد .
• يتميز بالنضج الانفعالي .
• يكره الحفظ والاستظهار .
• انطوائي أحياناً .
• طموح ومثابر .
وقد تلاحظ الأسرة في طفلها الموهوب وخاصة في هذه المرحلة بعض الأنماط السلوكية المحيرة فتارة يرونه عائداً من المدرسة شاكيا من الملل بسبب رتابة الدروس او بطء سرعة المنهج او عدم وجود من ينافسه في الصف او يتفهمه او سخف أقرانه وأحيانا يرونه لا يريد أن يؤدي الواجبات المدرسية ويوجه تركيزه على مثلا الكمبيوتر او قراءة القصص لساعات طويلة دون كلل او ملل . وتجده أحيانا يكثر من الأسئلة التى تكون أعلى من مستوى عمره . فقد يكون السر وراء هذه الأنماط السلوكية وجود موهبة كامنة تنتظر الفرصة للانطلاق
لذلك لابد لنا من مساعدة الآباء على ذلك من ناحيتين هما :
أولا / كيف تتعامل الأسرة مع أفكار الطفل الموهوب ؟ وكيف تتصرفون حيال أسئلته الغير عادية ؟
ثانيا/ كيف يمكن للأسرة المساهمة في تخفيض حدة القلق لدي الطفل الموهوب وأسئلته دون التأثير على مستوى إبداعه ؟
من كلا الموقفين يتطلب من الأسرة عدم السخرية من أفكار الطفل وأسئلته وذلك حتى لا يتخوف من التعبير عن أفكاره أو يتردد في الإعلان عنها ، وعادة ما تؤدي الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال الموهوبين إلى الشعور بحالة من الرضا والاطمئنان بعد أن يكونوا قد عرفوا صحة إجاباتهم وهي بذلك تدل بشكل واضح على الرغبة في التعلم والتدريب وارتفاع الدافع إلى التحصيل لديهم .
دور الأسرة في الكشف عن الموهوب :
إن أهم مشكلة تواجه الأسرة للكشف عن أبناءها الموهوبين هي قلة المعلومات التي تمتلكها عن طبيعة طفلها وخصائصه وأساليب الكشف عنه .
إلا أننا نستطيع أن نلخص دور الأسرة في الكشف عن أبناءها الموهوبين بعدة خطوات هي :
أولا / لتعاون مع المدرسة عن طريق عقد اللقاءات مع أخصائي الموهوبين والمعلم بالمدرسة لا عطائهم المعلومات الكافية عن طفله الموهوب .
ثانيا / عقد لقاءات مع أخصائي الموهوبين بالمدرسة لا عطاءه المعلومات اللازمة عن سلوك الطفل والتعرف على أساليب التعامل الصحيح معه
ثالثا/ الدعم الفني والمادي من المجتمع سواء كان من جامعات او مؤسسات او معاهد تدريبية لرعاية الموهوبين وتقديم العون لهم .
خصائص البيئة الأسرية للأطفال الموهوبين :
اثبت الدراسات التي عملت على كثيرا من الموهوبين ان هناك ملامح مشتركة بينهم من خلال بيئتهم الأسرية ويمكننا تلخيص ذلك من حيث :
أولا / حجم الأسرة :
إن الطفل الموهوب عندما يعيش في أسرة حجمها صغير نسبياً فان الاهتمام به يكون أكثر فالوقت الذي يقضيه الوالدان معه اكبر مما يساهم في إظهار موهبته وكذلك تستطيع ان توفر له الدعم المادي والمعنوي بشكل أفضل .
وهناك عددا من الدراسات عملت لمعرفة حجم أسرة الموهوب وكانت على النحو التالي :
في دراسة تيرمان ا ( Terman 1925 ) على عينة قوامها حوالي ( 1000 ) من الموهوبين بينت أن 60 % من أفراد عينته كانوا ينتمون إلى أسر عدد أفرادها اثنان .
وفي دراسة أجراها سيلفرمان وكمرني ( Silverman & Kearney ) على ( 23 ) طفلا موهوبا يتجاوز
مستوى ذكائهم ( 170 ) درجة تبين أن 65 % من أسر هؤلاء كان متوسط عدد أطفالها اثنين .
ووجدت دراسة أخرى أجراها فان تاسل باسكا ( Van Tassel Baska 1983 ) على مجموعة من الطلاب
المتميزين في الاختبارات التحصيلية في الرياضيات واللغة أن نصف الحاصلين على الدرجات الأعلى ينتمون إلى أسر متوسط عدد الأطفال فيها اثنان
وبينت دراسة بينبو وستانلي ( Benbow & Stanley 1998 ) التي أجريت على ( 900 ) طفل موهوب
في الرياضيات أن عدد الأطفال في هذه الأسر كان حوالي ثلاثة أطفال .
وفي دراسة لجروس ( Gross 1993 ) تبين أن ( 24 ) من ( 36 ) أسرة من أسر الأطفال الموهوبين بلغ عدد الأطفال فيها اثنين .
ثانيا / ترتيب الطفل في الأسرة :
بينت دراسة تيرمان ( Terman 1925 ) أن 60% من أفراد عينته كان ترتيبهم الأول أو الوحيد في الأسرة
وفي الدراسة التي أجراها ألبرت ( Albert 1980 ) على رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ، ونوابهم ، ورؤساء وزراء بريطانيا، وحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة تبين أن 75% من أفراد العينة كان ترتيبهم الأول في الأسرة ، أو كانوا يتمتعون بمكانة خاصة فيها (الطفل الأكبر، الطفل الوحيد، الطفل الأصغر ولد بعد مرور عدة سنوات 0
وفي دراسة أخرى أجراها سيلفرمان وكيرنر ( Silverman & Kearny 1989 ) على 23طفلا موهوبا بلغ مستوى ذكائهم فوق ( 170 ) درجة تبين أن 60 % من أفراد العينة كان ترتيبهم الأول و الوحيد في أسرهم .
أما دراسة بينبو وستانلي ( 1980 Benbow & Stanley ) على عينة قوامها ( 900 ) طفل موهوب فقد بينت أن عدد أفراد الأسرة كان حوالي ثلاثة فقط .
وفي دراسة جروس (Gross 1993) على عينة تتكون من ( 40 ) طفلا موهوبا من أستراليا تبين أن حوالي72 % من الأطفال الموهوبين كان ترتيبهم الأول في الأسرة ، وأن . 2% منهم أطفال وحيدون .
تبين العديد من الدراسات السابقة أن الطفل الموهوب يحتل الترتيب الأول أو قد يكون الطفل الوحيد، أو قد يتمتع بمكانة خاصة في الأسرة ،
ويمكن تفسير ذلك بأن هذا النوع من الأطفال يلاقون معاملة خاصة في الأسرة ، إذ يتم تشجيعهم على الاستقلالية ولعب دور قيادي في الأسرة منذ الصغر، وبسبب احتكاكهم بالوالدين وتفاعلهم الدائم معهما يكونون أقدر من باقي الإخوة على اكتساب اللغة بشكل مبكر، مما يساهم في تنمية ذكائهم ، ا وإظهار قدراتهم الكامنة .
ثالثا/ عمر الوالدين :
بينت دراسة تيرمان ( terman 1925 ) على أسر الأطفال الموهوبين أن متوسط عمر الأب عند ولادة الطفل الموهوب كان 33 سنة وستة شهور، ومتوسط عمر الأم كان 29سنة .
وبينت دراسة فان ( تاسل باسكا ) أن معظم أعمار أمهات الأطفال الموهوبين ا في عينته كان في أواخر العشرين ومعظم أعمار الآباء كان في أوائل الثلاثين .
ا وفي دراسة جروس على العينة الأسترالية تبين أن متوسط أعمار الأمهات كان 28سنة وثلاثة أشهر، ومتوسط أعمار الآباء كان 28سنة و11 شهرا .
يتضح من الدراسات السابقة أن أعمار الآباء والأمهات للأطفال الموهوبين كانت كبيرة نسبيا، أي في أواخر العشرين أو أوائل الثلاثين .
ويمكن تلخيص ذلك إلى أن الأبوين في هذا العمر يكونان أكثر نضجا من الناحية العاطفية وأكثر استقرارا من الناحية المادية مما ينعكس إيجابا على تنمية الموهبة الكامنة لدى طفليهما .
رابعا/ المستوى التعليمي والمهني للأبوين :
بينت معظم الدراسات أن المستوى التعليمي لإباء الأطفال الموهوبين أفضل من المستوى التعليمي لإباء الأطفال العاديين ، وأن نسبة لا يستهان بها منهم قد أتموا. المرحلة الجامعية .
ويبدو أن تربية الموهبة توجد حتى لدى الأسر التي تعيش في ظروف معيشية سيئة إذا ما توافر فيها الدعم المعنوي الكافي لأبنائها، وشعرت بالتقدير للعلم والعمل وإذا وجد على الأقل شخص راشد في البيت يوفر التشجيع والتوجيه للطفل الموهوب
كما تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية ثرية ثقافيا ( توافر الكتب والمجلات والألعاب والرحلات ، والتواصل اللفظي مع الأبوين . وان كانت إمكانياتها المادية متواضعة , كانوا أميل إلى امتلاك القدرة على حل المشكلات والمهارات ، العقلية العالية ، وأكثر قدرة على الاستفادة من الخبرات والإمكانيات التعليمية الجيدة في المدرسة من الأطفال الذين ينتمون إلى بيئة فقيرة ثقافيا 0وبالنسبة للمستوى المهني لآباء الموهوبين تبين الدراسات في هذا الصدد أن معظمهم كانوا يحتلون مراكز مهنية وإدارية ،
إذ بينت دراسة تيرمان أن 29% من أفراد عينته كانوا من المهنيين ، بينما بينت دراسة فان تاسل باسكا أن معظم أباء أفراد عينته من الأطفال الموهوبين كانوا من المهنيين , وأن 20% منهم كانوا من رجال الأعمال ، و15% معلمات و8% ممرضات .
أما دراسة جروس على العينة الأسترالية فلقد بينت أن 25% كانوا من الأطباء أو المرتبطين بالطب ، وأن 14% منهم كانوا تربويين ، و25% كانوا يحتلون مراكز إدارية . أما الأمهات فحوالي 64% كن عاملات في مراكز مهنية متنوعة .
يتضح جليا من هذه الدراسات أن المستوى التعليمي والمهني للأبوين يؤثر بصورة إيجابية على تنمية الموهبة لدى الطفل لأن الأبوين المتعلمين اللذين يتمتعان بمراكز مهنية يكونان أقدر على توفير البيئة الميسرة لتنمية الموهبة ، والمناخ التربوي والنفسي الملائم لإطلاق طاقته الإبداعية .
خامسا/ العلاقات الأسرية :
تشير معظم الدراسات حول العلاقات الأسرية والموهبة إلى أن أسر الطفل الموهوب تتمتع بتوافق أسري جيد، وأن نسبة الطلاق منخفضة ، وجدير بالذكر أن هناك أطفالا موهوبين لم يحققوا نجاحا في الحياة المدرسية على الرغم من تشابه خصائص حياتهم الأسرية مع الأطفال الموهوبين الناجحين ، وذلك لأنهم اختلفوا عنهم في العلاقات الأسرية بين الوالدين ، حيث تميزت العلاقات الأسرية للموهوبين الناجحين بالتفاهم والحب والسعادة الزوجية ، بينما اتسمت العلاقات بين الأبوين لدى الأطفال الموهوبين الفاشلين بالخلاف والمشاجرة والانفصال وكذلك العلاقة بين الأبوين والأبناء
سادسا/ أساليب التنشئة الأسرية :
تبين العديد من الدراسات أن أساليب التنشئة الأسرية تلعب دورا كبيرا في تنمية الموهبة والإبداع لدى الأطفال . ومن الدراسات في هذا المجال دراسة ( آن رو ) التي قامت بدراسة على ثلاث مجموعات من العلماء المبدعين ، فوجدت أن أهم عوامل البيئة الأسرية المشجعة للإنجاز العالي هي توافر الحرية وتضاؤل العقاب والتشجيع المستمر الذي يستخدمه الآباء مع أبنائهم .
وتشير معظم الدراسات في هذا المجال إلى أهمية توافر العناصر الآتية في البيئة الأسرية المساعدة للموهبة :
- ممارسة الأساليب الأسرية السوية في تنشئة الأبناء أي البعد عن التسلط أو القسوة ، والتذبذب في المعاملة ، والمفاضلة بين الأبناء، والتدليل الزائد، والحماية المفرطة ، وغيرها من الأساليب غير السوية
- تشجيع الاختلاف البناء.
- تقبل أوجه القصور.
- وجود هوايات لدى الأبناء.
- توافر جو من القبول والأمان وعدم الإكراه .
- إتاحة الفرصة للاستقلالية والاعتماد على النفس .
- الاتجاه الديمقراطي والإيجابي نحو الأبناء .
- الانفتاح على الخبرات .
- التنوع في الخبرات .
- تعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط .
ونختم موضوعنا هذا بتوجيهات للأسرة تساعدها في القيام بدورها حيال الطفل الموهوب لديها هي :
أولا / على الأسرة أن تعمل على ملاحظة الطفل بشكل منتظم ، وان تقوم بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة لأن الفشل في ذلك يؤدي بالأسرة إلى الوقوع في خطأين هما :
1/ المبالغة من الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع من حاجاتهم النفسية والشخصية أو الرغبة منهم في التباهي والتفاخر بأبنائهم مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة بسبب إلحاح الآباء على ضرورة تحقيق مستويات للتحصيل والتفكير العقلي أعلى بكثير مما يقدر عليه أبناءهم .
2/ يشعر الموهوبون في قرارة أنفسهم بعدم تفهم آباءهم لهم وتجاهل مواهبهم وقدراتهم بسبب سوء التقدير وانعدام الفهم أو بسبب الانشغال بالمصالح الخاصة أو بسبب الجهل في تطوير القدرات مما يدفع إلى الشعور بفشل الموهوب .
ثانيا / على الأسرة أن تتعرف على الموهوب في سن مبكرة ويساعدها في ذلك إتاحة الفرصة لملاحظة أبناءها عن قرب لفترات طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة فللموهوبين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تميزهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في أعمارهم ، منها :
1/ أن الأطفال الموهوبين أكثر اعتمادا على الابتكار والإنشاء في أعمالهم العقلية وأكثر دقة وإنجاز للعمل وأكثر ميلا للتعامل مع الأمور المعنوية عنه من الأمور المادية .
2/ إن ميول الطفل الموهوب تكون أكثر تنوعاً و أوسع مجالا مع تمتعه بنفاذ البصيرة في النظر إلى الأمور .
3/ يلاحظ على الطفل الموهوب سهولة التعلم مع ارتفاع مستوى الأداء لديه وتميز تفكيره بالمنطق وحسن فهم المعاني .
4/ يتميز الطفل الموهوب بالقدرة على الكلام مع حسن استخدام ما لديه من حصيلة لغوية منذ سن مبكر وكثرة أسئلته التي تحمل أكثر من معنى وإلحاحه في معرفة الإجابة على جميع أسئلته ورغبته في الحوار والنقاش .
5/ يظهر الطفل الموهوب شغفا بالإطلاع على الكتب والمراجع ، كما يفضل قضاء أوقات طويلة في متابعة قراءتها .
6/ يميل الطفل الموهوب إلى ألعاب الحل والتركيب والى اختراع وسائل طريقة اللعب بها .
7/ يتميز الطفل الموهوب بالقدرة على التركيز الشديد على الموضوعات التي بين يديه لفترات أطول بكثير مما يستطيع أقرانه ممن هم في فئته العمرية .
8/ يتميز الطفل الموهوب بصفات وجدانية من الصفات المرغوبة اجتماعيا فهو أكثر تعاونا وطاعة وتقبلا للتوجيهات .
ثالثا / يحتاج الطفل الموهوب من أسرته إلى توفير الإمكانيات المناسبة والى تهيئة الظروف الملائمة له كما يجب إتاحة الفرصة للطفل الموهوب للتعرف على الأشياء الجديدة وتشجيعه على القراءة والإطلاع .
رابعا/ على الأسرة أن تعامل الطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو تهملها ، ومن جهة أخرى يجب على الأسرة ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر .
خامسا/على الأسرة أن تنظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الابتكارية والإبداعية المتميزة فقط ، وكما على الأسرة أن تعرف بأن على الطفل الموهوب أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية
وقد يحدث في الأسرة بعض الأساليب الخاطئة اتجاه الموهوب منها على سبيل المثال عندما ينبغ الطفل في فن من الفنون كالرسم أو الألعاب الرياضية تبدأ الأسرة تحيطه بسياج يمنعه من ممارسة النشاطات الطفولة العادية المناسبة لسنه ويبدأ في قضاء معظم وقته مع أناس أكبر منه سنا بكثير ليتولوا على تدريبه ومن هنا تضيع أحلي أيام الطفولة في ممارسة نشاطات الكبار والتشبه بهم في أزيائهم وسلوكهم وطرق معيشتهم وغيرها ، وهذا خطأ كبير تقع فيه كثيراً من الأسر التي لديها أبناء موهوبين .
وهكذا فان على الأسرة دور هام في توعية وفهم طبيعة أبناءها الموهوبين ،،،،
المراجع :
• رعاية الموهوبين والمبدعين – الدكتور / رمضان القذافي .
• تربية الموهوب في رحاب الاسلام - محمد حامد الناصر ، خولة درويش
• تربية الموهبين والمتفوقين – سعيد حسني العزه
• القدرات العقلية – الدكتور / خليل معوض
• مجلة المعرفة 1422 هـ. بحث للدكتورة جيهان العمران .
• مجلة موهبة . مقال الدكتور / اسامة معاجيني
إعداد : المشرف / خالد الرابغي
منقول
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ... الحديث )
رواه البخاري
مقدمة:
إن رعاية الأسرة واكتشافها لابنها للموهوب أمر في غاية الأهمية، فان سارت هذه الرعاية في الطريق الصحيح ستكون نتائجها باذن الله مثمرة إن قامت بدورها كاملا. وان سارت عكس ذلك فستكون عواقبها وللأسف الشديد نكسة قوية وهم كبير إن غابت عن دورها.
من هنا أدركنا أننا لابد أن نتعرف على هذا الدور من خلال عددا من الكتب والأبحاث والمقالات التى تحدثت عن هذا الموضوع والمنشورة في المجلات العلمية والأدبية.
وقد قسمت هذا المقال والى عدة عناصر على النحو التالي :
• كيفية التعرف على الموهوب داخل أسرته .
• خصائص البيئة الأسرية للأطفال الموهوبين .
• دور الأسرة الخارجي لطفلها الموهوب
• التوصيات والتوجيهات التى لابد لولي الأمر أن يطلع عليها
اسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في هذا العمل انه سميع مجيب ،،،،
تنقسم المجتمعات الإنسانية إلى قسمين مجتمعات منتجة ومتقدمة وأخرى مستهلكة ونامية . فالمجتمعات المتقدمة هي التي استطاعت أن تتعرف على تفوق أبناءها ومواهبهم وقدراتهم وأتاحت لهم الفرص والإمكانيات الملائمة للنمو والتطور .
بينما نرا أن المجتمعات التي لا تحاول التعرف على قدرات الأبناء ولا تكتشف تفوقهم ومواهبهم ولا تهيئ لهم الفرص لاستثمار طاقاتهم الكامنة فإنها تعيش في ظل التخلف الفكري والاجتماعي والاقتصادي .
من هذا المنطلق يتطلب من المؤسسات التعليمية المختلفة الاهتمام برعاية الأبناء الموهوبين وتهيئة الظروف المناسبة لنمو قدراتهم وإيجاد الحلول للمشكلات المختلفة التى يتعرضون لها خلال مسيرتهم في الحياة .
فأول هيئة تنظيمية يبدءا فيها الطفل هي الأسرة حيث أنها تلعب الدور الأهم في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم ومواهبهم ومقابلة متطلبات حاجاتهم ، غير أنها تعجز أحيانا عن القيام بدورها كاملا وذلك بسبب عوامل الجهل او نقص الخبرة أو قلة التدريب او بسبب تعرض طفلها لعوامل الحرمان المتنوعة بشكل مباشر او غير مباشر .
كيفية التعرف على الموهوب داخل الأسرة :
ممكن تقسيم كيفية التعرف على الموهوب داخل الأسرة إلى مرحلتين .
مرحلة ما قبل الدراسة/
وتتسم هذه المرحلة بعدة سمات من الممكن أن تلاحظ في الطفل الموهوب داخل أسرته منها : وهي
• الاستعداد للحبو والمشي المبكر .
• النطق بجمل مفيدة من كلمتين أو أكثر في سن مبكرة قبل القرناء .
• حب الفضول والاستكشاف .
• تفضيل نوع من المهارات أو القدرات دون غيرها كالرسم والتلوين
• محاولة القراءة والكتابة في سن مبكرة قبل القرناء .
• الميل إلى ألعاب التركيب وألعاب الاستكشاف
• تميزه بالقدرة على التركيز والمثابرة على القيادة .
مرحلة الثانية أثناء الدراسة /
الطفل في هذه المرحلة من الممكن ان تلاحظ تتوافر فيه بعض السمات والخصائص بدرجة عالية وغير عادية وهي :
• سريع الفهم .
• محب للمعرفة ومتميز في أسئلته.
• حصيلته اللغوية كبيرة .
• يعبر عن أفكاره بوضوح .
• متفوق دراسياً
• ينجز أعماله بمفرده وبجدية.
• يناقش وينقد بموضوعية .
• أفكاره جديدة ونادرة .
• يتميز بالمثابرة وعدم الملل .
• لديه أفكار وحلول لما يطرح عليه من أمور .
• قوي الملاحظة وإدراك التفاصيل .
• متميز في الرياضيات .
• مبدع في الرسم والأشغال .
• لديه نزعة قيادية
• ذاكرته قوية .
• يميل إلى حل الواجبات التي تتطلب قدراً أكبر من الفهم والجهد .
• يتميز بالنضج الانفعالي .
• يكره الحفظ والاستظهار .
• انطوائي أحياناً .
• طموح ومثابر .
وقد تلاحظ الأسرة في طفلها الموهوب وخاصة في هذه المرحلة بعض الأنماط السلوكية المحيرة فتارة يرونه عائداً من المدرسة شاكيا من الملل بسبب رتابة الدروس او بطء سرعة المنهج او عدم وجود من ينافسه في الصف او يتفهمه او سخف أقرانه وأحيانا يرونه لا يريد أن يؤدي الواجبات المدرسية ويوجه تركيزه على مثلا الكمبيوتر او قراءة القصص لساعات طويلة دون كلل او ملل . وتجده أحيانا يكثر من الأسئلة التى تكون أعلى من مستوى عمره . فقد يكون السر وراء هذه الأنماط السلوكية وجود موهبة كامنة تنتظر الفرصة للانطلاق
لذلك لابد لنا من مساعدة الآباء على ذلك من ناحيتين هما :
أولا / كيف تتعامل الأسرة مع أفكار الطفل الموهوب ؟ وكيف تتصرفون حيال أسئلته الغير عادية ؟
ثانيا/ كيف يمكن للأسرة المساهمة في تخفيض حدة القلق لدي الطفل الموهوب وأسئلته دون التأثير على مستوى إبداعه ؟
من كلا الموقفين يتطلب من الأسرة عدم السخرية من أفكار الطفل وأسئلته وذلك حتى لا يتخوف من التعبير عن أفكاره أو يتردد في الإعلان عنها ، وعادة ما تؤدي الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال الموهوبين إلى الشعور بحالة من الرضا والاطمئنان بعد أن يكونوا قد عرفوا صحة إجاباتهم وهي بذلك تدل بشكل واضح على الرغبة في التعلم والتدريب وارتفاع الدافع إلى التحصيل لديهم .
دور الأسرة في الكشف عن الموهوب :
إن أهم مشكلة تواجه الأسرة للكشف عن أبناءها الموهوبين هي قلة المعلومات التي تمتلكها عن طبيعة طفلها وخصائصه وأساليب الكشف عنه .
إلا أننا نستطيع أن نلخص دور الأسرة في الكشف عن أبناءها الموهوبين بعدة خطوات هي :
أولا / لتعاون مع المدرسة عن طريق عقد اللقاءات مع أخصائي الموهوبين والمعلم بالمدرسة لا عطائهم المعلومات الكافية عن طفله الموهوب .
ثانيا / عقد لقاءات مع أخصائي الموهوبين بالمدرسة لا عطاءه المعلومات اللازمة عن سلوك الطفل والتعرف على أساليب التعامل الصحيح معه
ثالثا/ الدعم الفني والمادي من المجتمع سواء كان من جامعات او مؤسسات او معاهد تدريبية لرعاية الموهوبين وتقديم العون لهم .
خصائص البيئة الأسرية للأطفال الموهوبين :
اثبت الدراسات التي عملت على كثيرا من الموهوبين ان هناك ملامح مشتركة بينهم من خلال بيئتهم الأسرية ويمكننا تلخيص ذلك من حيث :
أولا / حجم الأسرة :
إن الطفل الموهوب عندما يعيش في أسرة حجمها صغير نسبياً فان الاهتمام به يكون أكثر فالوقت الذي يقضيه الوالدان معه اكبر مما يساهم في إظهار موهبته وكذلك تستطيع ان توفر له الدعم المادي والمعنوي بشكل أفضل .
وهناك عددا من الدراسات عملت لمعرفة حجم أسرة الموهوب وكانت على النحو التالي :
في دراسة تيرمان ا ( Terman 1925 ) على عينة قوامها حوالي ( 1000 ) من الموهوبين بينت أن 60 % من أفراد عينته كانوا ينتمون إلى أسر عدد أفرادها اثنان .
وفي دراسة أجراها سيلفرمان وكمرني ( Silverman & Kearney ) على ( 23 ) طفلا موهوبا يتجاوز
مستوى ذكائهم ( 170 ) درجة تبين أن 65 % من أسر هؤلاء كان متوسط عدد أطفالها اثنين .
ووجدت دراسة أخرى أجراها فان تاسل باسكا ( Van Tassel Baska 1983 ) على مجموعة من الطلاب
المتميزين في الاختبارات التحصيلية في الرياضيات واللغة أن نصف الحاصلين على الدرجات الأعلى ينتمون إلى أسر متوسط عدد الأطفال فيها اثنان
وبينت دراسة بينبو وستانلي ( Benbow & Stanley 1998 ) التي أجريت على ( 900 ) طفل موهوب
في الرياضيات أن عدد الأطفال في هذه الأسر كان حوالي ثلاثة أطفال .
وفي دراسة لجروس ( Gross 1993 ) تبين أن ( 24 ) من ( 36 ) أسرة من أسر الأطفال الموهوبين بلغ عدد الأطفال فيها اثنين .
ثانيا / ترتيب الطفل في الأسرة :
بينت دراسة تيرمان ( Terman 1925 ) أن 60% من أفراد عينته كان ترتيبهم الأول أو الوحيد في الأسرة
وفي الدراسة التي أجراها ألبرت ( Albert 1980 ) على رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ، ونوابهم ، ورؤساء وزراء بريطانيا، وحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة تبين أن 75% من أفراد العينة كان ترتيبهم الأول في الأسرة ، أو كانوا يتمتعون بمكانة خاصة فيها (الطفل الأكبر، الطفل الوحيد، الطفل الأصغر ولد بعد مرور عدة سنوات 0
وفي دراسة أخرى أجراها سيلفرمان وكيرنر ( Silverman & Kearny 1989 ) على 23طفلا موهوبا بلغ مستوى ذكائهم فوق ( 170 ) درجة تبين أن 60 % من أفراد العينة كان ترتيبهم الأول و الوحيد في أسرهم .
أما دراسة بينبو وستانلي ( 1980 Benbow & Stanley ) على عينة قوامها ( 900 ) طفل موهوب فقد بينت أن عدد أفراد الأسرة كان حوالي ثلاثة فقط .
وفي دراسة جروس (Gross 1993) على عينة تتكون من ( 40 ) طفلا موهوبا من أستراليا تبين أن حوالي72 % من الأطفال الموهوبين كان ترتيبهم الأول في الأسرة ، وأن . 2% منهم أطفال وحيدون .
تبين العديد من الدراسات السابقة أن الطفل الموهوب يحتل الترتيب الأول أو قد يكون الطفل الوحيد، أو قد يتمتع بمكانة خاصة في الأسرة ،
ويمكن تفسير ذلك بأن هذا النوع من الأطفال يلاقون معاملة خاصة في الأسرة ، إذ يتم تشجيعهم على الاستقلالية ولعب دور قيادي في الأسرة منذ الصغر، وبسبب احتكاكهم بالوالدين وتفاعلهم الدائم معهما يكونون أقدر من باقي الإخوة على اكتساب اللغة بشكل مبكر، مما يساهم في تنمية ذكائهم ، ا وإظهار قدراتهم الكامنة .
ثالثا/ عمر الوالدين :
بينت دراسة تيرمان ( terman 1925 ) على أسر الأطفال الموهوبين أن متوسط عمر الأب عند ولادة الطفل الموهوب كان 33 سنة وستة شهور، ومتوسط عمر الأم كان 29سنة .
وبينت دراسة فان ( تاسل باسكا ) أن معظم أعمار أمهات الأطفال الموهوبين ا في عينته كان في أواخر العشرين ومعظم أعمار الآباء كان في أوائل الثلاثين .
ا وفي دراسة جروس على العينة الأسترالية تبين أن متوسط أعمار الأمهات كان 28سنة وثلاثة أشهر، ومتوسط أعمار الآباء كان 28سنة و11 شهرا .
يتضح من الدراسات السابقة أن أعمار الآباء والأمهات للأطفال الموهوبين كانت كبيرة نسبيا، أي في أواخر العشرين أو أوائل الثلاثين .
ويمكن تلخيص ذلك إلى أن الأبوين في هذا العمر يكونان أكثر نضجا من الناحية العاطفية وأكثر استقرارا من الناحية المادية مما ينعكس إيجابا على تنمية الموهبة الكامنة لدى طفليهما .
رابعا/ المستوى التعليمي والمهني للأبوين :
بينت معظم الدراسات أن المستوى التعليمي لإباء الأطفال الموهوبين أفضل من المستوى التعليمي لإباء الأطفال العاديين ، وأن نسبة لا يستهان بها منهم قد أتموا. المرحلة الجامعية .
ويبدو أن تربية الموهبة توجد حتى لدى الأسر التي تعيش في ظروف معيشية سيئة إذا ما توافر فيها الدعم المعنوي الكافي لأبنائها، وشعرت بالتقدير للعلم والعمل وإذا وجد على الأقل شخص راشد في البيت يوفر التشجيع والتوجيه للطفل الموهوب
كما تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية ثرية ثقافيا ( توافر الكتب والمجلات والألعاب والرحلات ، والتواصل اللفظي مع الأبوين . وان كانت إمكانياتها المادية متواضعة , كانوا أميل إلى امتلاك القدرة على حل المشكلات والمهارات ، العقلية العالية ، وأكثر قدرة على الاستفادة من الخبرات والإمكانيات التعليمية الجيدة في المدرسة من الأطفال الذين ينتمون إلى بيئة فقيرة ثقافيا 0وبالنسبة للمستوى المهني لآباء الموهوبين تبين الدراسات في هذا الصدد أن معظمهم كانوا يحتلون مراكز مهنية وإدارية ،
إذ بينت دراسة تيرمان أن 29% من أفراد عينته كانوا من المهنيين ، بينما بينت دراسة فان تاسل باسكا أن معظم أباء أفراد عينته من الأطفال الموهوبين كانوا من المهنيين , وأن 20% منهم كانوا من رجال الأعمال ، و15% معلمات و8% ممرضات .
أما دراسة جروس على العينة الأسترالية فلقد بينت أن 25% كانوا من الأطباء أو المرتبطين بالطب ، وأن 14% منهم كانوا تربويين ، و25% كانوا يحتلون مراكز إدارية . أما الأمهات فحوالي 64% كن عاملات في مراكز مهنية متنوعة .
يتضح جليا من هذه الدراسات أن المستوى التعليمي والمهني للأبوين يؤثر بصورة إيجابية على تنمية الموهبة لدى الطفل لأن الأبوين المتعلمين اللذين يتمتعان بمراكز مهنية يكونان أقدر على توفير البيئة الميسرة لتنمية الموهبة ، والمناخ التربوي والنفسي الملائم لإطلاق طاقته الإبداعية .
خامسا/ العلاقات الأسرية :
تشير معظم الدراسات حول العلاقات الأسرية والموهبة إلى أن أسر الطفل الموهوب تتمتع بتوافق أسري جيد، وأن نسبة الطلاق منخفضة ، وجدير بالذكر أن هناك أطفالا موهوبين لم يحققوا نجاحا في الحياة المدرسية على الرغم من تشابه خصائص حياتهم الأسرية مع الأطفال الموهوبين الناجحين ، وذلك لأنهم اختلفوا عنهم في العلاقات الأسرية بين الوالدين ، حيث تميزت العلاقات الأسرية للموهوبين الناجحين بالتفاهم والحب والسعادة الزوجية ، بينما اتسمت العلاقات بين الأبوين لدى الأطفال الموهوبين الفاشلين بالخلاف والمشاجرة والانفصال وكذلك العلاقة بين الأبوين والأبناء
سادسا/ أساليب التنشئة الأسرية :
تبين العديد من الدراسات أن أساليب التنشئة الأسرية تلعب دورا كبيرا في تنمية الموهبة والإبداع لدى الأطفال . ومن الدراسات في هذا المجال دراسة ( آن رو ) التي قامت بدراسة على ثلاث مجموعات من العلماء المبدعين ، فوجدت أن أهم عوامل البيئة الأسرية المشجعة للإنجاز العالي هي توافر الحرية وتضاؤل العقاب والتشجيع المستمر الذي يستخدمه الآباء مع أبنائهم .
وتشير معظم الدراسات في هذا المجال إلى أهمية توافر العناصر الآتية في البيئة الأسرية المساعدة للموهبة :
- ممارسة الأساليب الأسرية السوية في تنشئة الأبناء أي البعد عن التسلط أو القسوة ، والتذبذب في المعاملة ، والمفاضلة بين الأبناء، والتدليل الزائد، والحماية المفرطة ، وغيرها من الأساليب غير السوية
- تشجيع الاختلاف البناء.
- تقبل أوجه القصور.
- وجود هوايات لدى الأبناء.
- توافر جو من القبول والأمان وعدم الإكراه .
- إتاحة الفرصة للاستقلالية والاعتماد على النفس .
- الاتجاه الديمقراطي والإيجابي نحو الأبناء .
- الانفتاح على الخبرات .
- التنوع في الخبرات .
- تعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط .
ونختم موضوعنا هذا بتوجيهات للأسرة تساعدها في القيام بدورها حيال الطفل الموهوب لديها هي :
أولا / على الأسرة أن تعمل على ملاحظة الطفل بشكل منتظم ، وان تقوم بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة لأن الفشل في ذلك يؤدي بالأسرة إلى الوقوع في خطأين هما :
1/ المبالغة من الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع من حاجاتهم النفسية والشخصية أو الرغبة منهم في التباهي والتفاخر بأبنائهم مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة بسبب إلحاح الآباء على ضرورة تحقيق مستويات للتحصيل والتفكير العقلي أعلى بكثير مما يقدر عليه أبناءهم .
2/ يشعر الموهوبون في قرارة أنفسهم بعدم تفهم آباءهم لهم وتجاهل مواهبهم وقدراتهم بسبب سوء التقدير وانعدام الفهم أو بسبب الانشغال بالمصالح الخاصة أو بسبب الجهل في تطوير القدرات مما يدفع إلى الشعور بفشل الموهوب .
ثانيا / على الأسرة أن تتعرف على الموهوب في سن مبكرة ويساعدها في ذلك إتاحة الفرصة لملاحظة أبناءها عن قرب لفترات طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة فللموهوبين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تميزهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في أعمارهم ، منها :
1/ أن الأطفال الموهوبين أكثر اعتمادا على الابتكار والإنشاء في أعمالهم العقلية وأكثر دقة وإنجاز للعمل وأكثر ميلا للتعامل مع الأمور المعنوية عنه من الأمور المادية .
2/ إن ميول الطفل الموهوب تكون أكثر تنوعاً و أوسع مجالا مع تمتعه بنفاذ البصيرة في النظر إلى الأمور .
3/ يلاحظ على الطفل الموهوب سهولة التعلم مع ارتفاع مستوى الأداء لديه وتميز تفكيره بالمنطق وحسن فهم المعاني .
4/ يتميز الطفل الموهوب بالقدرة على الكلام مع حسن استخدام ما لديه من حصيلة لغوية منذ سن مبكر وكثرة أسئلته التي تحمل أكثر من معنى وإلحاحه في معرفة الإجابة على جميع أسئلته ورغبته في الحوار والنقاش .
5/ يظهر الطفل الموهوب شغفا بالإطلاع على الكتب والمراجع ، كما يفضل قضاء أوقات طويلة في متابعة قراءتها .
6/ يميل الطفل الموهوب إلى ألعاب الحل والتركيب والى اختراع وسائل طريقة اللعب بها .
7/ يتميز الطفل الموهوب بالقدرة على التركيز الشديد على الموضوعات التي بين يديه لفترات أطول بكثير مما يستطيع أقرانه ممن هم في فئته العمرية .
8/ يتميز الطفل الموهوب بصفات وجدانية من الصفات المرغوبة اجتماعيا فهو أكثر تعاونا وطاعة وتقبلا للتوجيهات .
ثالثا / يحتاج الطفل الموهوب من أسرته إلى توفير الإمكانيات المناسبة والى تهيئة الظروف الملائمة له كما يجب إتاحة الفرصة للطفل الموهوب للتعرف على الأشياء الجديدة وتشجيعه على القراءة والإطلاع .
رابعا/ على الأسرة أن تعامل الطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو تهملها ، ومن جهة أخرى يجب على الأسرة ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر .
خامسا/على الأسرة أن تنظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الابتكارية والإبداعية المتميزة فقط ، وكما على الأسرة أن تعرف بأن على الطفل الموهوب أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية
وقد يحدث في الأسرة بعض الأساليب الخاطئة اتجاه الموهوب منها على سبيل المثال عندما ينبغ الطفل في فن من الفنون كالرسم أو الألعاب الرياضية تبدأ الأسرة تحيطه بسياج يمنعه من ممارسة النشاطات الطفولة العادية المناسبة لسنه ويبدأ في قضاء معظم وقته مع أناس أكبر منه سنا بكثير ليتولوا على تدريبه ومن هنا تضيع أحلي أيام الطفولة في ممارسة نشاطات الكبار والتشبه بهم في أزيائهم وسلوكهم وطرق معيشتهم وغيرها ، وهذا خطأ كبير تقع فيه كثيراً من الأسر التي لديها أبناء موهوبين .
وهكذا فان على الأسرة دور هام في توعية وفهم طبيعة أبناءها الموهوبين ،،،،
المراجع :
• رعاية الموهوبين والمبدعين – الدكتور / رمضان القذافي .
• تربية الموهوب في رحاب الاسلام - محمد حامد الناصر ، خولة درويش
• تربية الموهبين والمتفوقين – سعيد حسني العزه
• القدرات العقلية – الدكتور / خليل معوض
• مجلة المعرفة 1422 هـ. بحث للدكتورة جيهان العمران .
• مجلة موهبة . مقال الدكتور / اسامة معاجيني
إعداد : المشرف / خالد الرابغي
منقول
via منتديات الوزير التعليمية Arabic Minister Forums, Educational and Networking - Alwazer http://vb1.alwazer.com/t87880.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق