الأربعاء، 17 يوليو 2013

مقدمة في برامج الموهوبين

التطور التاريخي







مبررات البرامج وأهميتها







الأهداف العامة للبرامج







إحدى عشرة خطوة للبرامج







التطور التاريخي

يظهر من خلال دراسة الثقافات المختلفة، أن الاهتمام بالأفراد الموهوبين، قديم قدم الحضارات، إذ كان يشار إلى الإنجازات التي تثمنها الحضارة، فمنهم من اهتم بفن الحضارة، أو في مجال العلوم كالفلك والرياضيات والطب، أو فن الرسم و الشعر. إلا أن الاهتمام بتربية الموهوبين حركة تربوية تعود جذورها إلى مطلع القرن العشرين، وقد ترعرعت في السبعينيات، والثمانينيات حتى شغلت الباحثين، مما ساهم في التوصل إلى الكثير من النظريات والبرامج المدعمة بالأبحاث والدراسات.

وجاءت فكرة البرامج الخاصة بتربية الموهوبين كأحد أشكال خدمات التربية الخاصة التعلم، انطلاقاً من فلسفة أن الموهوبين كنز من كنوز الأمة لا بد من استثماره، من خلال إيجاد برامج تسهم في تنمية قدراتهم العقلية، ومواهبهم بهدف إعدادهم للمساهمة في بناء الأمة وتقدمها.

ففي بداية القرن العشرين، بدأ الاهتمام العلمي بتربية الموهوبين عن طريق برامج التسريع ضمن البرامج المدرسية العادية، وذلك بترفيع الطلبة إلى صفوف أعلى من الصفوف التي يكون فيها أقرانهم من متوسطي الذكاء باستخدام مقياس ستانفورد - بينيه. وخلال فترة العشرينيات من القرن الماضي بدأ الاهتمام ببرامج الإثراءو والتعليم الخاص للموهوبين في الصفوف العادية أو الخاصة. عن طريق تزويدهم بمشروعات تثري الموضوعات الدراسية التي يخضعون لها.

لقد ظهر العديد من العلماء الذين أسسوا بدايات الاهتمام بتربية الموهوبين في القرن التاسع عشر، من خلال إجراء الدراسات العلمية والعملية للموهوبين، التي تهدف إلى قياس القدرات العقلية وارتباطها مع العوامل الأخرى المشكلة لها إلى جانب دراسة الجوانب النفسية، وأرسوا دراسات العمر العقلي التي تتلخص في ثلاث فترات، تبدأ بالعالم جالتون وتصل إلى تيرمان.

الفترة الأولى: أثر التجارب البريطانية (جالتون، كاتل، بيرسون، سبيرمان).

الفترة الثانية: الأثر التحليلي الفرنسي (بينيه، ستيرن، جودارد).

الفترة الثالثة: أثر علماء النفس والمربين الأمريكيين (هول، تيرمان).



أولا: التأثير البريطاني

جالتون (1822-1911).

أنشأ أول مختبر للأنثروبولوجيا في عام (1884).

كتب أول كتاب في الوراثة والذكاء عام (1860).

جيمس كاتل (1860-1947).

أمريكي الأصل، أول طالب أمريكي يحصل على درجة الدكتوراة في علم النفس.

أول من استخدم مصطلح العمر العقلي.

أول من استخدم الدراسات الارتباطية.

بيرسون (1857-1936).

طوّر معامل الارتباط الخطي، والارتباط المتعدّد، والارتباط الجزئي.

سبيرمان (1863-1945).

درس الاختبارات الذكائية من زاوية إحصائية.

دعّم نظرية الذكاء أو نظرية العاملين.



ثانيا: التأثير الفرنسي

بينيه (1857-1911).

ابتكر أول اختبار ذكاء يستخدم مفهوم العمر العقلي.

اهتم بدراسة الفروق الفردية في القدرات العقلية.

ركّز على الحاجة لطرائق البحث الكمية والنوعية.



ستيرن (1871-1938) (عالم نفس ألماني).

قدّم مفهومه للنسبة العقلية عام (1912).

جودارد (1871 – 1938) (عالم نفس أمريكي).

اهتم بعلم نفس الطفولة.

راجع مقياس (بينيه وسايمون) في عام 1908، وقدّمه للبيئة الأمريكية ما بين 1908-1991



ثالثا: التأثير الأمريكي

ستانلي هول (1844-1924).

أسس أول مختبر نفسي في الولايات المتحدة عام (1883) في جامعة جون هوبكنز.

أول طالب يحصل على الدكتوراة من جامعة هارفرد.

أول رئيس للجمعية النفسية الأمريكية، أسس أربع مجلات نفسية.

تيرمان (1877-1956).

ركزت أبحاثه على دراسة العبقرية.

قام بأول دراسة طولية في التاريخ عن الموهوبين شملت (1528) طالباً.

وبعد تيرمان نشطت حركة تربية الموهوبين في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك نتيجة للحرب العالمية الثانية والحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وسباق غزو الفضاء، وللرغبة في حماية الموهوبين والأذكياء من الانحراف معتمدين على رؤية التربويين بأن مستقبل أمريكا وتقدمها يكمن في الاهتمام بالأطفال الموهوبين؛ لخلق جيل من القادة قادر على تحقيق تقدم للأمة في شتى الميادين.



وقد تخلل محاولات البداية خلط واختلاف في:

طرق التعرف والاختيار.

نوعية البرامج المقدمة للموهوبين ومحتواها.

تحديد مستوى المرحلة العمرية والدراسة المستهدفة من الخدمة.

تحديد نوعية الموهبة.

الاهتمام بمناهج الموهوبين، وأنواع برامج الموهوبين، وطرق التدريس الخاصة، وإرشاد الموهوبين.

التعمق في دراسات الذكاء والدماغ والإبداع.

وبناء عليه ظهرت حاجة ملّحة لاعتماد تعريف تربوي وطني شامل وموحد متعارف عليه عالمياً لفئة الموهوبين، الذين ستشملهم برامج التربية الخاصة في الدولة. وبادرت الولايات المتحدة إلى إيجاد أول تعريف للموهوبين من خلال مكتب التربية الأمريكي عام 1972، تلاه تعريف جوزيف رينزولي (Renzulli) عام 1976 من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا.

تَطوَّر مفهوم الموهبة من اقتصاره على استخدام اختبارات الذكاء والتحصيل إلى:

استخدام اختبارات تقيس مجالات ومواهب متنوعة إضافة إلى اختبارات الذكاء والتحصيل.

أصبحت طرق التعرف والاختيار أكثر شمولية وارتباطاً بالتعريف.

زيادة نسبة المشمولين بالخدمات والبرامج الخاصة بالموهوبين، وقد تطورت النسبة من 1-2% إلى 15-20% من الأطفال، وتمّ إلحاقهم ببرامج الموهوبين.

التوجه نحو ضرورة تقديم خدمات وبرامج تربوية لأكبر عدد ممكن من الموهوبين، سواء ضمن برنامج المدرسة أو خارجها، ممن يظهرون استعداداً عالياً للأداء والإنجاز، وتكشف عنهم المعايير الوطنية أو المحلية الخاصة المتبعة في البرنامج.

من الرواد في مجال تربية الموهوبين في القرن الماضي - وبعضهم ما يزال يرفد هذا الحقل بدعمه وإنجازاته - تورانس، ورينزولي، وكلارك، وستيرنبيرغ، وكابلن، وفلدهوزن، وستانلي وبمبو، وجاردنر، وشلختر، وميكر، وفريمان، وغيرهم العديد.

تبع الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من الدول في الاهتمام ببرامج الموهوبين مثل: كندا، واستراليا والوطن العربي، وتايوان، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وغيرها. وتنوعت البرامج في الدولة الواحدة وبين الدول، فمنها ما ركّز على المواهب الخاصة مثل الموسيقى والأداء الحركي والرياضة مثل دول أوروبا الشرقية وروسيا. ومنها ما ركز على جانب أكاديمي خاص مثل برنامج النبوغ المبكر في الرياضيات، وبرامج الرياضيات والفيزياء، ومنها أكاديمية متنوعة، وتطورت البرامج من برامج أكاديمية شاملة إلى برامج أكثر خصوصية.

تطوير الاهتمام في التقويم الخاص ببرامج الموهوبين، وبرامج إعداد العاملين مع الموهوبين، وتبنّت الجامعات مجال التخصص بالموهوبين في مستوى الدراسات العليا كبرنامج جامعة كناتكت، وجامعة جورجيا أثينز، وجامعة تكساس والعديد من الجامعات الأمريكية والعالمية. وهناك برنامج متخصص للدراسات العليا في تربية الموهوبين في جامعة الخليج العربي وجامعة البلقاء التطبيقية الأردنية.

ومن الجدير بالذكر أن أغلب برامج تربية الموهوبين تندرج ضمن مجموعتين رئيسيتين:

برامج التسريع.

برامج الإثراء.

وتأخذ نماذج متعددة حسب تنوع المدارس الفكرية في هذا المجال وتعددها، ومنها: نموذج رينزولي، وشلختر، وترفنجر، وكابلن، وستانلي وبمبو، وبتس، وغيرها.

وأخيراً، فإن التربويين في عصرنا هذا- عصر التكنولوجيا والاتصالات والذكاء الصناعي- سيجدون أنفسهم ملزمين بضرورة توجيه أولوياتهم في مجال البرامج التربوية بشكل يضمن تلبية حاجات الموهوبين من الأطفال والشباب.

مبررات البرامج وأهميتها

تنطلق مبررات تطوير البرامج الخاصة بالموهوبين من الحاجات الخاصة لهذه الفئة من الطبة، إلى إيجاد خدمات وبرامج تربوية خاصة لتنمية قدراتهم وتطويرها. وتستند فلسفة إقامة البرامج الخاصة لتربية الموهوبين على مجموعة من المبررات أهمها:



كفاية برامج التعليم العام

تتصف برامج التعليم المدرسي العام بجماعية التوجه، فهي ذات متطلبات لا تراعي حاجات الطلبة الموهوبين، وتتسم كذلك بتحديد الوقت المخصص لكل مادة دراسية، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة في الصفوف الدراسية. إذ يوجه المعلم اهتمامه للطلبة العاديين، أما الطلبة الموهوبون فلا يتوافر لهم الاهتمام الملائم لتنمية قدراتهم، مما يؤدي إلى الملل والضجر، وهدر طاقاتهم. وهذا يدعو إلى ضرورة إنشاء البرامج الخاصة بالموهوبين.



الموهوبون فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة

ينتمي الأطفال الموهوبون إلى مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك يحتاجون إلى رعاية خاصة، ومن حقهم أن يحصلوا على فرص متكافئة كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتؤكد جميع المجتمعات -التي تنشد التطور في أنظمتها- مبادئ العدالة والمساواة.



تربية الموهوبين من مقوّمات التقدم

يمثل الطلبة الموهوبون ثروة وطنية، وواجب الدولة رعايتهم وعدم تبديد قدراتهم ومواهبهم، ولا يخفى حجم التحديات التي تواجه المجتمع، التي تزداد صعوبة مع مرور الزمن، لذا من المهم مواجهة هذه التحديات بالاهتمام بالموهوبين ورعايتهم ليتمكنوا من تحقيق إنجازات تسهم في رفد مجتمعاتهم والمجتمعات الإنسانية أجمع.



التطور العقلي المتقدم

يتقدم التطور العقلي عند الطفل الموهوب مقارنة بجوانب النمو والتطور الأخرى (بمعنى أنه قد يماثل الطلبة العاديين بدرجة كبيرة في مجالات التطور الحركي والجسمي واللغوي والاجتماعي والانفعالي)، وهذا يؤثر على تفاعله مع المجتمع المحيط وتكيفه، لذلك لا بد من برامج تربوية خاصة، تسهم في دعم تطور نمائي متوازن عند الطفل الموهوب، وبخاصة مساندة التطور العلمي وتقديم التنشئة والتعليم المناسبين.

التسرب المدرسي

تؤكد الدراسات أن هناك نسبة من الموهوبين تتسرب من المدارس؛ لنفورها من البرامج التعليمية التي لا تلبي احتياجاتهم، والتسرب قد يؤدي إلى الانحراف. وفي حال انحراف الطالب الموهوب، فالضرر الذي يحدثه انحرافه ينعكس على المجتمع أضعاف ضرر انحراف الطفل العادي، لذا لا بد من حماية الموهوبين من التسرب، وجذبهم إلى النظام التعليمي المحفز الذي يثير قدراتهم، ويشبع طموحاتهم.

مبررات أخرى

إن سياق التطور العلمي والتقني بين الدول يستدعي أن تعمل الدول على الاهتمام بالأطفال النابغين في سن مبكرة؛ ليصبحوا علماء المستقبل الذين يقودون المبادرة العلمية التي تلبي حاجات التنمية في المجتمع.

إن تعليم الموهوبين في سن مبكرة والاهتمام بهم يؤدي إلى توجههم إلى سوق العمل والإنتاج في سن مبكرة، وممارسة الإنتاجية الإبداعية لأطول فترة زمنية من العمر. وهنا تستثمر الدولة طاقاتهم وإنجازاتهم لمدة زمنية طويلة، إذ يتميّز الموهوب - الذي تمّت تربيته بطرق مُوجّهة نحو تقدّم القطاعات التنموية - بالعمل على تطوير قطاع تنموي معيّن، سواء أكان في تطوير الإنتاجية أم في حلّ المشكلات بطرق مبدعة وسريعة.

إن تربية الموهوبين والتسريع في تعليمهم ضمن برامج وطرق مدروسة، يؤدي إلى تقليل الإنفاق على تعليمهم مقابل الفترة الزمنية الطويلة التي سيقضونها في العمل والإنتاج

الأهداف العامة للبرامج

إن الهدف الأساسي لتربية الموهوبين هو إتاحة الفرص أمام حاجات الموهوبين، التي لا يمكن تلبيتها من خلال البرامج التربوية العادية، وتمكينهم من تنمية قدراتهم الكامنة، ويعتمد بناء البرامج الخاصة بالطلبة الموهوبين على بيانات الكشف والتقييم، وتختلف البرامج الخاصة باختلاف حاجات الطلبة الموهوبين أنفسهم.



ويمكن إيجاز أهم أهداف البرامج الخاصة بتربية الموهوبين بالآتي:

التعرف المبكر إلى فئة الأطفال النابغين وتحديد مجالات الموهبة لديهم.

مساعدة الموهوبين على تطوير قدراتهم إلى أقصى مدى في البحث، وتدريبهم على كيفية استخدام قدراتهم العقلية مثل المفكرين الجيدين.

تنمية قدرات الموهوبين وتدريبهم على الإنتاجية الإبداعية من خلال البرامج التربوية المقدمة لهم.

تهيئة بيئة ملائمة تساعد على تنمية الموهبة في مجالاتها المختلفة، من خلال توفير أحدث التقنيات والأجهزة والمواد والمصادر التي تدعم تربية الموهوبين.

تربية الموهوبين في المجالات تعليمية متخصصة، وتوجيههم نحو التخصص المستقبلي في سن مبكرة، بحسب حقول المعرفة المختلفة والمتناغمة مع حاجات المجتمع المستقبلية.

حماية الطلبة الموهوبين من التسرب والانسحاب من المدارس أو الانحراف.

العمل على تطوير مفهوم الذات لدى الطلبة الموهوبين، ومساعدتهم على العبور نحو إنجازات يحققون فيها ذواتهم.

رفد المجتمع بالطلبة المتحمسين للعمل في مجالات تطوير التنمية، والقادرين على مواجهة التحديات المختلفة لمجتمعاتهم.

تهيئة قيادات واعية قادرة على الكشف عن المشكلات والصعوبات التي قد تواجه عملية التنمية في مجتمعاتهم.

تبصير الموهوبين بالقضايا الوطنية ذات الحاجة الخاصة للجهود غير العادية والمبادرات الخلاقة والإنتاجية العالية.المراجع

إحدى عشرة خطوة للبرامج

فلسفة البرنامج ورؤيته (رسالة البرنامج).

تعريف الموهبة المعتمد.

الأهداف العامّة والخاصة.

التوعية.

تدريب المعلمين والعاملين.

التعرف إلى الطلبة الموهوبين واختيارهم للالتحاق بالبرنامج الخاص (الكشف).

تجهيز بيئة التعلم والجدولة.

المنهج الخاص بالموهوبين، والتدريب على الإنتاجية الإبداعية.

إرشاد الطلبة الموهوبين وبرامجه التعليمية الخاصة.

الأنظمة والتشريعات والقوانين والتمويل والتدريب المستمر.

التقويم.



فلسفة البرنامج ورؤيته (رسالة البرنامج)

لكل برنامج رؤية وفلسفة ينبثق منهما، تندرج تحتها جملة أهداف عامة، تصبح هي الدليل لبقية خطط البرنامج وتحديد مسار تنفيذه، ويمكن أن تأخذ رسالة البرنامج عدة أشكال مثل:

إعداد طلبة قادرين على تطوير فلسفة خاصة بهم من الإنجازات في الحياة والطموح، وبناء مستوى من الحماسة للإقبال على المستقبل المعزز بقدرات عالية على الإنتاجية الإبداعية.

إعداد طالب يتمتع بشخصية متوازنة النماء، قادرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية، يوظف طاقاته وقدراته في الإنجاز المتميز لأقصى مدى.

إعداد طلبة قادرين على تطوير اهتمام في مجال تحقيق أمن غذائي مستند إلى ازدهار مجالات الزراعة والمياه.



تعريف الموهبة المعتمد

يرتبط التعريف الخاص بالموهبة بالتحصيل الأكاديمي، أو بوجود موهبة أو إبداع أو تميز في بعض المواد مثل الرياضيات، وأياً كان نوع البرنامج ورؤيته وأهدافه؛ فإنه سيستهدف شريحة معينة من الأطفال بهدف توفير تعليم يلائم حاجاتهم ويلبيها، لذا لا بد من تحديد هذه الفئة وتعريفها، وتحديد خصائصها. فالبرنامج يجب أن يعتمد تعريفاً واضحاً للأطفال الموهوبين، إذ يبنى على هذا التعريف دقة مسارات البرنامج اللاحقة وصحتها.



الأهداف العامّة والخاصة

يُصاغ للبرنامج أهداف رئيسية واضحة ومحددة يمكن تحقيقها ضمن منجزات البرنامج على أن تكون هذه الأهداف ترجمة دقيقة وتفصيلية للرؤية. ويجب أن تكون الفلسفة العامة للبرنامج قابلة للتحقيق ومنسجمة مع حاجات المجتمع المحلي، وأن تكون الأهداف الخاصة ترجمة للأهداف العامة الشاملة.



التوعية

إن أي برنامج تربوي يُقدَّم للموهوبين يجب أن يسبقه برنامج توعية محكم بهدف تقبل فكرة إنشاء برنامج خاص بهؤلاء الموهوبين، وتشمل برامج التوعية: المجتمع المحلي، وأصحاب القرار، والمعلمين، والطلبة، ومؤسسات المجتمع المحلي، ويمكن تنفيذ التوعية بعدة أشكال منها: التثقيف من خلال الكتابة في أعمدة الصحف المحلية، واللقاءات، والندوات، والنشرات، وتوظيف وسائل الإعلام المحلية لنشر الوعي في مجال ثقافة تربية الموهوبين، مع العلم أن برامج التوعية يجب أن تكثف قبل عملية الكشف والتعرف والاختيار للطلبة الموهوبين. كما أن عملية التوعية تعدّ عملية مستمرة، وبخاصة مع بداية ترشيح كل نوع من أنواع الطلبة الموهوبين.



تدريب المعلمين والعاملين

يجمع الخبراء على أن نجاح برنامج تعليم الموهوبين يعتمد بدرجة أساسية على المعلم والعاملين، الذين يُعدّون من أهم عناصر البرنامج، وعليه يجب توفير آلية لضمان اختيار المعلمين والعاملين الملائمين للعمل في البرنامج، من خلال معايير خاصة، ودراسة ملفات المتقدمين، وتقييم أدائهم باستمرار طيلة فترة العمل في البرنامج، ويتبع عملية اختيار المعلمين إخضاعهم لبرامج تدريبية قبل العمل، وفي أثنائه بصورة منتظمة، ودمجهم مع مواكبة التطور والحِراك الذي يطرأ على حقل تربية الموهوبين.



التعرّف إلى الطلبة الموهوبين واختيارهم للالتحاق بالبرنامج الخاص (الكشف)

يجب أن تتناغم أهداف البرنامج مع أدوات التعرف إلى الطلبة المتميزين وأسس اختيارهم، وبالتالي لابد أن تكون أدوات التعرف مرتبطة تحديداً بالأهداف. كذلك لا بدّ من إجراء مسوحات شاملة أولية للتعرف إلى الطلبة المتميزين في المراحل الدنيا من التعليم، ثم اتباعها بأدوات ومعايير تصفية نهائية، وعليه يمكن اقتراح الأدوات الآتية:

اختبار مسحي جمعي شامل مقنّن للبيئة، والذي قد يُغني عن بقيّة أدوات المسح الأوّلي.

اختبار تحصيلي مقنن للمواد الأساسية المتمثلة في اللغة العربية، والرياضيات والعلوم، قد يُنفّذ نهاية الصف الثالث الابتدائي.

نموذج ترشيح خاص يتعلق بمعلم الفصل، والإدارة والأهل يكشف عن مجالات التميز التي تتم ملاحظتها عند الأطفال (أمثلة من نماذج الأداء).

نماذج تساعد على التعرف إلى الخصائص السلوكية للطفل.

نماذج من الإنتاجيات الملموسة إن وجدت.

نموذج موافقة الأهل و الطالب تعكس رغبة الطالب بالتقدم لاختبارات البرنامج والرغبة في الالتحاق.

اختبارات ذكاء جمعي مقننة للبيئة المحلية، وكذلك اختبارات الإبداع واختبار المقالة.

المقابلة.

ويُفضّل أن تتراوح نسبة المقبولين في البرامج من (10- 15 %) من الأعداد الكلية للطلبة في الصفوف العادية ضمن المرحلة العمرية الواحدة.



أما فيما يتعلق بالكشف عن الاهتمامات، فمن المستحسن التعرف إلى اهتمامات الطلبة مباشرة بعد أن يتم اختيارهم للبرنامج، بهدف تفعيل مهمة المعلم في اختيار المناهج الخاصة والملائمة لهم، وإيجاد العديد من الأدوات والمعايير الخاصة التي يمكن من خلالها التعرّف إلى ميول الطلبة الموهوبين واهتماماتهم، وبخاصة أن أهم أهداف البرامج الخاصة تتمثل في تطوير الاهتمام عند الطفل في سن مبكرة.

ويتم تدوين نتائج تقييم عملية الكشف ونتائج أداة التعرف على الاهتمامات ضمن ملف خاص لكل طفل.



تجهيز المكان والجدولة

يُعدّ كل مكان يجد المتميزون فيه مصادر تعلمهم مكان تعلم لهم، وإذا ما حددنا المكان ضمن البرنامج الملحق بالمدرسة العادية. فإن أية قاعة في المدرسة - ملائمة من الناحية الصحية وتكفي مساحتها لأعداد الطلبة الموهوبين الذين يترددون عليها ضمن جدول زمني مُحدّد - تُعدّ مناسبة، شرط تزويدها بالمصادر والمواد التعليمية والتجهيزات الملائمة التي تلبي حاجات البرنامج، ولا بد من اعتماد نموذج تجهيزات المكان كأساس تعتمده المدارس، ويمكن الإضافة إلى تجهيزاته حسب الحاجة، مع مرونة جزئية قد تؤدي إلى بعض الاختلافات في النموذج الموحد للبرامج، مع مراعاة أهم أساسيات تجهيزات المكان ضمن الإمكانيات المتاحة في المدرسة العادية، أو ضمن إمكانات الموازنات الموجودة للمدارس الخاصة، أو المراكز الخاصة بالموهوبين.

والجدولة هي مواعيد تردُّد الطالب الموهوب على البرنامج الذي يتلقى فيه تعليماً خاصاً. فالأوقات والأفراد الذين يقدمون المواد التعليمية، والأماكن المخصصة للتعليم - يجب أن تتسم بالوضوح ضمن نظام الجدول المعد للبرنامج.



المنهج الخاص بالموهوبين، والتدريب على الإنتاجية الإبداعية

هناك نوعان من المناهج، منها المتوافرة في دور النشر، وهذه تحتاج إلى الخبرة والدراية والتخصص لاختيارها، كي تتلاءم واهتمامات الطلبة وتنوُّع قدراتهم، وهناك مناهج يُعدها المعلم أو يؤلفها اعتماداً على المصادر.

وترتبط عملية اختيار المناهج بأهداف البرنامج الخاص بالموهوبين، وتُحدد بناء على اهتمامات الطلبة والفئات العمرية المستهدفة، ويجب أن تتسم المناهج بالتحدي، والشمول، والعمق، والحداثة، والمرونة، والتنوع، والتشجيع على الخيال.

ومن الضرورة أن يتعرض الطفل إلى التنوع في المواد في بداية العامين الأوليين من الالتحاق بالبرنامج، على أن يأخذ خط الاهتمام بالمادة الواحدة، واعتماد التخصص بهدف الإعداد لمجال الإنجاز المتميز في المستقبل.

ويجب أن تهدف هذه البرامج إلى تدريب الطلبة على:

إتقان مهارات التفكير ومهارات البحث العلمي.

الإنتاجية الإبداعية لينتقل الطالب من دور المتلقي للمعرفة، إلى دور المتفاعل معها، ثم إلى دور المنتج للمعرفة. وتمثل الإنتاجية الإبداعية: توظيف نتائج البحث العلمي المطوّر من قبل الطلبة، وربط المعرفة بالحياة.



إرشاد الطلبة الموهوبين وبرامجه التعليمية الخاصة

يجب أن نتعامل مع الموهوبين على أساس شخصي، وليس على أساس العلامات التي يحققونها فقط، لذا يعد الاهتمام بتطور الشخصية المتوازنة جانباً مهماً في تربية الموهوبين.

وتعد المواد الإرشادية التعليمية جزءاً مكمّلاً للمناهج، ويجب التحقق من مدى ملاءمتها لمستوى الطلاب الموهوبين الملتحقين بالبرنامج. ومدى تنوعها وقدرتها على إثارة اهتمامات الطلبة وتنمية مهارات التفكير العليا لديهم، وتسمح هذه المواد الإرشادية بالربط بين الجانبين المعرفي والانفعالي، ويجب أن يتضمن كل برنامج خاص بالموهوبين برامج إرشادية تعليمية تستهدف التطور الانفعالي والاجتماعي والخلقي للطلبة الموهوبين، بهدف الوقاية من ظهور المشكلات المتعلقة بهم، أو بهدف العلاج لتلافي المخاطر، ويعتمد بناء هذه البرامج على أسس رئيسية منها: تدريب المعلمين في مجال إرشاد الموهوبين، وتوفير برامج التعرف إلى الحاجات والمشكلات وأدواتهما. ويجب أن تأخذ هذه البرامج شكل الاستمرارية والتنوع.



الأنظمة والتشريعات والقوانين والتمويل والتدريب المستمر

تظهر الحاجة إلى تطوير القوانين والتشريعات التي تنبثق من فلسفة التربية والتعليم عند تطوير البرامج الخاصة بالموهوبين. ويجب أن تنص هذه القوانين والتشريعات على أهمية العناية بالطلبة الموهوبين من خلال توفير البرامج، وبخاصة أن أي برنامج تربوي خاص بالموهوبين يحتاج إلى الاعتماد على العناصر الآتية:

تطوير الأنظمة والتشريعات والقوانين التي تعزز تقدّم هذا الميدان.

توفير التمويل اللازم للبرامج الخاصة.

تقديم برامج تدريب للمعلمين والعاملين وجميع القائمين على هذه البرامج باستمرار.



التقويـم

لا بد من استخدام سجلات تقويمية دقيقة تعتمد التقييم الأولي للطلبة، وملاحظات الأهل والمعلمين، ونتائج الاختبارات المستخدمة في بداية التحاق الطفل بالبرنامج. إضافة إلى تضمينها جميع علامات الطالب خلال فترة التحاقه بالبرنامج، بهدف متابعة تطور الطفل في أثناء تعلمه في البرنامج.

مما سبق نلاحظ أن كل برنامج خاص بالموهوبين يجب أن تتضمن خططه خطة خاصة بالتقويم الذاتي الخاص بالبرنامج، سواء أكان تقويم العاملين، أم المباني والتجهيزات، أم أداء الطلبة، أم أداء المعلمين، أم المناهج وطرق التدريس. ويتضمن كذلك خطة تقويم خارجية مرحلية يُقوّم بها المختصون في فترة زمنية معتمدة، كل ثلاث سنوات مثلاً.



إحدى عشرة خطوة للبرامج

فلسفة البرنامج ورؤيته (رسالة البرنامج).

تعريف الموهبة المعتمد.

الأهداف العامّة والخاصة.

التوعية.

تدريب المعلمين والعاملين.

التعرف إلى الطلبة الموهوبين واختيارهم للالتحاق بالبرنامج الخاص (الكشف).

تجهيز بيئة التعلم والجدولة.

المنهج الخاص بالموهوبين، والتدريب على الإنتاجية الإبداعية.

إرشاد الطلبة الموهوبين وبرامجه التعليمية الخاصة.

الأنظمة والتشريعات والقوانين والتمويل والتدريب المستمر.

التقويم.



فلسفة البرنامج ورؤيته (رسالة البرنامج)

لكل برنامج رؤية وفلسفة ينبثق منهما، تندرج تحتها جملة أهداف عامة، تصبح هي الدليل لبقية خطط البرنامج وتحديد مسار تنفيذه، ويمكن أن تأخذ رسالة البرنامج عدة أشكال مثل:

إعداد طلبة قادرين على تطوير فلسفة خاصة بهم من الإنجازات في الحياة والطموح، وبناء مستوى من الحماسة للإقبال على المستقبل المعزز بقدرات عالية على الإنتاجية الإبداعية.

إعداد طالب يتمتع بشخصية متوازنة النماء، قادرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية، يوظف طاقاته وقدراته في الإنجاز المتميز لأقصى مدى.

إعداد طلبة قادرين على تطوير اهتمام في مجال تحقيق أمن غذائي مستند إلى ازدهار مجالات الزراعة والمياه.



تعريف الموهبة المعتمد

يرتبط التعريف الخاص بالموهبة بالتحصيل الأكاديمي، أو بوجود موهبة أو إبداع أو تميز في بعض المواد مثل الرياضيات، وأياً كان نوع البرنامج ورؤيته وأهدافه؛ فإنه سيستهدف شريحة معينة من الأطفال بهدف توفير تعليم يلائم حاجاتهم ويلبيها، لذا لا بد من تحديد هذه الفئة وتعريفها، وتحديد خصائصها. فالبرنامج يجب أن يعتمد تعريفاً واضحاً للأطفال الموهوبين، إذ يبنى على هذا التعريف دقة مسارات البرنامج اللاحقة وصحتها.



الأهداف العامّة والخاصة

يُصاغ للبرنامج أهداف رئيسية واضحة ومحددة يمكن تحقيقها ضمن منجزات البرنامج على أن تكون هذه الأهداف ترجمة دقيقة وتفصيلية للرؤية. ويجب أن تكون الفلسفة العامة للبرنامج قابلة للتحقيق ومنسجمة مع حاجات المجتمع المحلي، وأن تكون الأهداف الخاصة ترجمة للأهداف العامة الشاملة.



التوعية

إن أي برنامج تربوي يُقدَّم للموهوبين يجب أن يسبقه برنامج توعية محكم بهدف تقبل فكرة إنشاء برنامج خاص بهؤلاء الموهوبين، وتشمل برامج التوعية: المجتمع المحلي، وأصحاب القرار، والمعلمين، والطلبة، ومؤسسات المجتمع المحلي، ويمكن تنفيذ التوعية بعدة أشكال منها: التثقيف من خلال الكتابة في أعمدة الصحف المحلية، واللقاءات، والندوات، والنشرات، وتوظيف وسائل الإعلام المحلية لنشر الوعي في مجال ثقافة تربية الموهوبين، مع العلم أن برامج التوعية يجب أن تكثف قبل عملية الكشف والتعرف والاختيار للطلبة الموهوبين. كما أن عملية التوعية تعدّ عملية مستمرة، وبخاصة مع بداية ترشيح كل نوع من أنواع الطلبة الموهوبين.



تدريب المعلمين والعاملين

يجمع الخبراء على أن نجاح برنامج تعليم الموهوبين يعتمد بدرجة أساسية على المعلم والعاملين، الذين يُعدّون من أهم عناصر البرنامج، وعليه يجب توفير آلية لضمان اختيار المعلمين والعاملين الملائمين للعمل في البرنامج، من خلال معايير خاصة، ودراسة ملفات المتقدمين، وتقييم أدائهم باستمرار طيلة فترة العمل في البرنامج، ويتبع عملية اختيار المعلمين إخضاعهم لبرامج تدريبية قبل العمل، وفي أثنائه بصورة منتظمة، ودمجهم مع مواكبة التطور والحِراك الذي يطرأ على حقل تربية الموهوبين.



التعرّف إلى الطلبة الموهوبين واختيارهم للالتحاق بالبرنامج الخاص (الكشف)

يجب أن تتناغم أهداف البرنامج مع أدوات التعرف إلى الطلبة المتميزين وأسس اختيارهم، وبالتالي لابد أن تكون أدوات التعرف مرتبطة تحديداً بالأهداف. كذلك لا بدّ من إجراء مسوحات شاملة أولية للتعرف إلى الطلبة المتميزين في المراحل الدنيا من التعليم، ثم اتباعها بأدوات ومعايير تصفية نهائية، وعليه يمكن اقتراح الأدوات الآتية:

اختبار مسحي جمعي شامل مقنّن للبيئة، والذي قد يُغني عن بقيّة أدوات المسح الأوّلي.

اختبار تحصيلي مقنن للمواد الأساسية المتمثلة في اللغة العربية، والرياضيات والعلوم، قد يُنفّذ نهاية الصف الثالث الابتدائي.

نموذج ترشيح خاص يتعلق بمعلم الفصل، والإدارة والأهل يكشف عن مجالات التميز التي تتم ملاحظتها عند الأطفال (أمثلة من نماذج الأداء).

نماذج تساعد على التعرف إلى الخصائص السلوكية للطفل.

نماذج من الإنتاجيات الملموسة إن وجدت.

نموذج موافقة الأهل و الطالب تعكس رغبة الطالب بالتقدم لاختبارات البرنامج والرغبة في الالتحاق.

اختبارات ذكاء جمعي مقننة للبيئة المحلية، وكذلك اختبارات الإبداع واختبار المقالة.

المقابلة.

ويُفضّل أن تتراوح نسبة المقبولين في البرامج من (10- 15 %) من الأعداد الكلية للطلبة في الصفوف العادية ضمن المرحلة العمرية الواحدة.



أما فيما يتعلق بالكشف عن الاهتمامات، فمن المستحسن التعرف إلى اهتمامات الطلبة مباشرة بعد أن يتم اختيارهم للبرنامج، بهدف تفعيل مهمة المعلم في اختيار المناهج الخاصة والملائمة لهم، وإيجاد العديد من الأدوات والمعايير الخاصة التي يمكن من خلالها التعرّف إلى ميول الطلبة الموهوبين واهتماماتهم، وبخاصة أن أهم أهداف البرامج الخاصة تتمثل في تطوير الاهتمام عند الطفل في سن مبكرة.

ويتم تدوين نتائج تقييم عملية الكشف ونتائج أداة التعرف على الاهتمامات ضمن ملف خاص لكل طفل.



تجهيز المكان والجدولة

يُعدّ كل مكان يجد المتميزون فيه مصادر تعلمهم مكان تعلم لهم، وإذا ما حددنا المكان ضمن البرنامج الملحق بالمدرسة العادية. فإن أية قاعة في المدرسة - ملائمة من الناحية الصحية وتكفي مساحتها لأعداد الطلبة الموهوبين الذين يترددون عليها ضمن جدول زمني مُحدّد - تُعدّ مناسبة، شرط تزويدها بالمصادر والمواد التعليمية والتجهيزات الملائمة التي تلبي حاجات البرنامج، ولا بد من اعتماد نموذج تجهيزات المكان كأساس تعتمده المدارس، ويمكن الإضافة إلى تجهيزاته حسب الحاجة، مع مرونة جزئية قد تؤدي إلى بعض الاختلافات في النموذج الموحد للبرامج، مع مراعاة أهم أساسيات تجهيزات المكان ضمن الإمكانيات المتاحة في المدرسة العادية، أو ضمن إمكانات الموازنات الموجودة للمدارس الخاصة، أو المراكز الخاصة بالموهوبين.

والجدولة هي مواعيد تردُّد الطالب الموهوب على البرنامج الذي يتلقى فيه تعليماً خاصاً. فالأوقات والأفراد الذين يقدمون المواد التعليمية، والأماكن المخصصة للتعليم - يجب أن تتسم بالوضوح ضمن نظام الجدول المعد للبرنامج.



المنهج الخاص بالموهوبين، والتدريب على الإنتاجية الإبداعية

هناك نوعان من المناهج، منها المتوافرة في دور النشر، وهذه تحتاج إلى الخبرة والدراية والتخصص لاختيارها، كي تتلاءم واهتمامات الطلبة وتنوُّع قدراتهم، وهناك مناهج يُعدها المعلم أو يؤلفها اعتماداً على المصادر.

وترتبط عملية اختيار المناهج بأهداف البرنامج الخاص بالموهوبين، وتُحدد بناء على اهتمامات الطلبة والفئات العمرية المستهدفة، ويجب أن تتسم المناهج بالتحدي، والشمول، والعمق، والحداثة، والمرونة، والتنوع، والتشجيع على الخيال.

ومن الضرورة أن يتعرض الطفل إلى التنوع في المواد في بداية العامين الأوليين من الالتحاق بالبرنامج، على أن يأخذ خط الاهتمام بالمادة الواحدة، واعتماد التخصص بهدف الإعداد لمجال الإنجاز المتميز في المستقبل.

ويجب أن تهدف هذه البرامج إلى تدريب الطلبة على:

إتقان مهارات التفكير ومهارات البحث العلمي.

الإنتاجية الإبداعية لينتقل الطالب من دور المتلقي للمعرفة، إلى دور المتفاعل معها، ثم إلى دور المنتج للمعرفة. وتمثل الإنتاجية الإبداعية: توظيف نتائج البحث العلمي المطوّر من قبل الطلبة، وربط المعرفة بالحياة.



إرشاد الطلبة الموهوبين وبرامجه التعليمية الخاصة

يجب أن نتعامل مع الموهوبين على أساس شخصي، وليس على أساس العلامات التي يحققونها فقط، لذا يعد الاهتمام بتطور الشخصية المتوازنة جانباً مهماً في تربية الموهوبين.

وتعد المواد الإرشادية التعليمية جزءاً مكمّلاً للمناهج، ويجب التحقق من مدى ملاءمتها لمستوى الطلاب الموهوبين الملتحقين بالبرنامج. ومدى تنوعها وقدرتها على إثارة اهتمامات الطلبة وتنمية مهارات التفكير العليا لديهم، وتسمح هذه المواد الإرشادية بالربط بين الجانبين المعرفي والانفعالي، ويجب أن يتضمن كل برنامج خاص بالموهوبين برامج إرشادية تعليمية تستهدف التطور الانفعالي والاجتماعي والخلقي للطلبة الموهوبين، بهدف الوقاية من ظهور المشكلات المتعلقة بهم، أو بهدف العلاج لتلافي المخاطر، ويعتمد بناء هذه البرامج على أسس رئيسية منها: تدريب المعلمين في مجال إرشاد الموهوبين، وتوفير برامج التعرف إلى الحاجات والمشكلات وأدواتهما. ويجب أن تأخذ هذه البرامج شكل الاستمرارية والتنوع.



الأنظمة والتشريعات والقوانين والتمويل والتدريب المستمر

تظهر الحاجة إلى تطوير القوانين والتشريعات التي تنبثق من فلسفة التربية والتعليم عند تطوير البرامج الخاصة بالموهوبين. ويجب أن تنص هذه القوانين والتشريعات على أهمية العناية بالطلبة الموهوبين من خلال توفير البرامج، وبخاصة أن أي برنامج تربوي خاص بالموهوبين يحتاج إلى الاعتماد على العناصر الآتية:

تطوير الأنظمة والتشريعات والقوانين التي تعزز تقدّم هذا الميدان.

توفير التمويل اللازم للبرامج الخاصة.

تقديم برامج تدريب للمعلمين والعاملين وجميع القائمين على هذه البرامج باستمرار.



التقويـم

لا بد من استخدام سجلات تقويمية دقيقة تعتمد التقييم الأولي للطلبة، وملاحظات الأهل والمعلمين، ونتائج الاختبارات المستخدمة في بداية التحاق الطفل بالبرنامج. إضافة إلى تضمينها جميع علامات الطالب خلال فترة التحاقه بالبرنامج، بهدف متابعة تطور الطفل في أثناء تعلمه في البرنامج.

مما سبق نلاحظ أن كل برنامج خاص بالموهوبين يجب أن تتضمن خططه خطة خاصة بالتقويم الذاتي الخاص بالبرنامج، سواء أكان تقويم العاملين، أم المباني والتجهيزات، أم أداء الطلبة، أم أداء المعلمين، أم المناهج وطرق التدريس. ويتضمن كذلك خطة تقويم خارجية مرحلية يُقوّم بها المختصون في فترة زمنية معتمدة، كل ثلاث سنوات مثلاً.

المدارس الخاصة بالموهوبين

كان هذا النوع من البرامج أول الخيارات في تربية الموهوبين. وتكمن أهمية هذه المدارس في تلبيتها لحاجات الموهوبين ومطالبهم في مراحل التعليم المختلفة، وتمتاز مدارس الموهوبين عن غيرها من المدارس بمستويات مرتفعة من الإنجاز.

وتقوم المدارس الخاصة بالموهوبين في التعرف المبكر إلى الطلبة المتميزين والموهوبين، ووضع البرامج الخاصة بهم في مدرسة واحدة مستقلة عن النظام المدرسي العادي ومختلفة عنه، ولها خصوصيتها في اختيار المناهج والبرامج والأهداف بما ينسجم مع فلسفة التعليم في الدولة.



أمور يجب أن تُراعى عند تطبيق مثل هذه البرامج

يحتاج لكثير من الحيطة والحذر عند التخطيط والتنفيذ، وبخاصة فيما يتعلق بدقة الأهداف وربطها بحاجات الدولة ومجالات التنمية المستقبلية فيها.

ضرورة مراعاة الدقة في استخدام معايير الكشف عن الطلبة المتميزين.

ضرورة إعداد العاملين وتأهيل المعلمين في مجال تربية الموهوبين والمجالات الأكاديمية المختلفة.

ضرورة إعداد المناهج واختيارها، وتحديد معايير تقويم الطلبة المتميزين.

شمولية ربط الأهداف والتكلفة والمخرجات وإنتاجية أفرادها على المدى البعيد.



محاذير المدارس الخاصة بالموهوبين

حرمان فئة كاملة من الطلبة من التنافس داخل الصف العادي.

تشكيل بعد انفعالي سلبي بالنسبة للطالب الموهوب، إذ يصبح لديه شعور بالضغط الشديد، ومنافسة عالية مع طلبة قد يماثلونه أو يتفوقون عنه في المقدرة.

معاناة الطالب الموهوب- بعد تخرجه من المدرسة - من صعوبات في التكيف مع العاديين؛ لأنه تعوّد على التعامل مع أفراد من مستوى قدرات معينة.

ارتفاع التكلفة المادية والموجهة لفئة قليلة من الطلبة.

من نماذج المدارس الخاصة بالموهوبين

جمهورية مصر العربية (مدرسة عين شمس لرعاية الطلبة المتفوقين):

تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي، وتعلّم مناهج وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى مناهج إثرائية، وكانت تقدم خدماتها بالدرجة الأولى لأوائل أبناء الريف المصري بعد الصف الثامن، وهي مدرسة داخلية، وقد أدت دورها في حقبة زمنية معيّنة، وكانت تضخ أعداداً هائلة من الطلبة لدراسة الهندسة والطب لتغطية حاجات الدولة.

المملكة الأردنية الهاشمية:

مدرسة اليوبيل:

تأسست عام 1993، وتقدم خدماتها للطلبة الموهوبين من الصف (9-12)، وتستخدم مناهج التربية والتعليم المعتمدة في الدولة، ويعمل فيها مختصون في هذا المجال، وتقدم نشاطات إضافية خاصة، بالإضافة إلى خدمة الإقامة الداخلية لفئة قليلة من الطلبة القادمين من خارج العاصمة.



مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز:

تنتشر في مدن الزرقاء وإربد والسلط، وتعتمد مناهج الطلبة العاديين المقررة في وزارة التربية والتعليم، مع إضافة بعض المواد والمناهج الإثرائية الاختيارية.

الولايات المتحدة الأمريكية:

يُطلق عليها المدارس الجاذبة، ويتم التأكيد في برامجها على التدريب الخاص بناءً على الأهداف والاهتمامات التربوية الواقعية للطلاب في المرحلة الثانوية في مجالات عدة مثل: الفنون، والرياضيات، والعلوم، والمهارات الحرفية والمهنية، والتجارة والأعمال، وهناك ما يسمى بمدارس الولاية الخاصة، وهذا النوع شبه حكومي يحظى برعاية حاكم الولاية واهتمامه. تركّز على إعداد موهوبين يوجهون لتطوير برامج التنمية في الولاية، وما يدعم اقتصاد الولاية مستقبلاً. ومن الأمثلة عليها مدرسة كارولينا الشمالية للعلوم والرياضيات.







منقول





via منتديات الوزير التعليمية Arabic Minister Forums, Educational and Networking - Alwazer http://vb1.alwazer.com/t87881.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق