الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

الأفكار السلبية تدمر الصحة النفسية والجسدية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته









الأفكار السلبية كيف نتخلص منها ؟



ان الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة وان الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات الذاتية او الخاصة هو بداية الفشل وكثير من الطاقات اهدرت وضاعت بسبب عدم ادراك اصحابها لما يتمتعون به من امكانات انعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا بها ان يفعلوا الكثير، هذا شكل من اشكال سيطرة التفكير السلبي على الانسان هذا التفكير الذي يقود اصحابه للتشاؤم في رؤية الاشياء والمبالغة في تقييم الظروف والمواقف.



وهو الوهم الذي يحول اللاشيء إلى حقيقة ماثلة لاشك فيها، وهذا بخلاف التفكير الايجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى انه النظر الى الجمال في كل شيء وهو منهج حياة قائم بذاته تنع** ايجابياته على صحة المرء الجسدية والنفسية وللتعريف بهذا النوع من التفكير السلبي كان لـ «دنيا الناس» هذا التحقيق.



يقول فراس عبدالحي: كلنا نمر في أحيان كثيرة من مراحل حياتنا بشيء قريب من هذا النوع من التفكير لان ضغوطات الحياة مستمرة ولا تنقطع وهذه الضغوطات المتوالية تجعل المرء بعيداً عن الصفاء ولا تسمح له اصلا بالتفكير فهو كالغارق في البحر ولا يترك الموج له فرصة للسباحة مع أنه قد يكون متقنا للسباحة غير أن تلاطم الامواج لم يترك له مجالا للسباحة هكذا ارى الامر.



وما يجب علينا القيام به في مثل هذه الساعات من الغرق في الهموم والمصائب والاشغال ان نقف ونهجر كل شيء ونبتعد ابتعاداً كلياً روحياً وجسديا عن محيط تلك البيئة التي تحمل هذا الضغط والخروج من هذا المحيط يجعلنا نستطيع رؤية المشكلات وهذا النوع من التفكير السلبي من الخارج وكأننا خارجين عنه ولسنا جزءاً منه هذا الأمر يجعل الرؤية واضحة جلية ويجعلنا ندرك مكان الخطر وكيف يجب علينا التخلص منه والتفكير الايجابي .





هو الذي يعتمد على رؤية سليمة وواضحة للامور وان يرى احدنا المشكلة على حقيقتها وبشكلها الصحيح دون زوائد وان تكون الرؤية والنظرة التي نرى بها موضوعية لا تحيز فيها هذا أمر مهم لكي نفكر تفكيراً ايجابياً يخرجنا من مشكلاتنا ولابد من لمن يرغب بهذا النوع من التفكير ان تتوفر فيه شروط معينة كالثقة بالنفس والاتزان.



وعدم الخوف والابتعاد عن التردد وان يكون الجانب الروحي عنده قوي متين ويتوفر ذلك بالعلاقة التي يبنيها المرء مع ربه من خلال اقامته للشعائر التي امره الله بها والتقرب الى الله من خلال العبادات كالصلاة، هذا الامر يجعل المرء قوياً واثقا ويجب ان نتسلح بالعلم فهو الذي يجعلنا نرى الامور على حقيقتها والمشكلات ايا كانت اجتماعية أو نفسية أو اسرية ان لم نرها على حقيقتها فسنبقى دائرين في حلقة مفرغة ولن نستطيع الخروج من المأزق الذي جعل تفكيرنا سلبياً.



ويقول الدكتور عماد الحسيني «اختصاصي نفسي» كثيراً ما نطرح على انفسنا سؤالاً كيف نتخلص من الافكار السلبية ومن التفكير السلبي الا اننا لم نحاول مرة ان نسأل انفسنا كيف نقي انفسنا من التفكير السلبي؟ وهذا بالضبط ما اشار اليه توني هامفريز في كتابه الشهير (قوة التفكير السلبي) حيث طالب توني بضرورة السعي الجاد لوضع استراتيجية دقيقة من خلالها نقي انفسنا من الوضعيات والحالات التي تقودنا الى ان نكون مرتعاً خصباً للافكار السلبية.



وعلى كل حال فنحن امام مهمتين: الاولى تتمثل في ماهية الاشياء التي تسهم في منع وصول الافكار السلبية الينا؟ والثانية تتمثل في كيف نتخلص من الافكار السلبية التي تجتاحنا وتسيطر علينا ويكون لها اثرها الكبير في تدمير صحتنا وسلامتنا الجسدية اضافة الى تدمير صحتنا النفسية ويجدر بنا ان نتحدث عن العلاقة القوية بين الثقة بالنفس وبين الافكار الايجابية وفي المقابل بين الضعف والخور في الشخصية وبين الافكار السلبية.





حيث انه كلما قويت ثقة الانسان بنفسه وكملت ثقته في قدراته وما يتحلى به من سمات وصفات ومواهب كلما كانت شخصيته ايجابية وكانت كذلك افكاره ايجابية عن نفسه وايجابي النظرة الى الاخرين وكلما كانت ثقة الانسان بنفسه ضعيفة مهزوزة كلما كانت افكاره السلبية تفوق عدد دقات القلب في الدقيقة الواحدة ولذلك يجب على المرء ان يتوقف ويسأل نفسه هل انا واثق من نفسي؟ من قدراتي؟ من مواهبي؟ هل انا راض عن نفسي؟





وهل اتقبل نفسي كما هي؟ وهل امتلك رؤية معتدلة في تقييم الامور العامة في واقعي ومجتمعي ام انني متخبط ومتردد غير ثابت على حال؟ ثم هل انا متأكد من جميع اجاباتي على هذه الاسئلة؟ اتح لنفسك فرصة للتأمل فإن كانت الاجابة بنعم اي انك واثق من نفسك وقدراتك ومواهبك ومتقبل لنفسك كما هي وعالم بمواطن العيب فيها فانت تسعى الى التقويم وعالم بمواطن القوة فانت تسعى الى المزيد فهنا ابشرك انك قطعت من رحلتك نحو تفكير ايجابي .





بناء والتخلص من افكار سلبية قليلة منزوية في ذهنك وعقلك لن تجد صعوبة ابدا في اقصائها وابعادها اما ان كانت الاجابة على الاسئلة السابقة بلا فهنا يجب ان تعلم ان امامك مشوارا طويلا يتطلب التركيز وهمة عالية حتى تصل الى هدف سام هو التفكير الايجابي الخلاق وهنا يجب ان اشير الى امر مهم وهو ما ذكره هاورلد شيرمان وغيره من الباحثين المتعمقين في التفكير الايجابي الخلاق والابداعي .



يتلخص هذا الامر في ان مراقبة الافكار والسيطرة على الخواطر هي مهمة شاقة وليست ابدا سهلة وكمية الافكار والخواطر التي ترد علينا لا شعوريا كمية هائلة ولذا نحن نملك مراقبتها واقصاء السيء منها وقبول الجيد منها ولو قلنا ان من اهم صفات الشخصية الايجابية بعد الثقة هي الثبات والتماسك ؟ الحقيقة وفي المقابل ان التردد والانسياق خلف الانفعالات والافكار والعواطف التي تبعدنا عن التمسك بسهولة هو الخطر الحقيقي الذي يسبب الافكار السلبية ولذا كان من اول اسباب التفوق والنجاح الايجابية في التفكير.



ويضيف الدكتور عماد واذا ما اردنا الحديث عن مصادر هذا التفكير السلبي فنقول ان الافكار السلبية تجتاحنا اثر مواقف تحدث لنا في البيت والاسرة والمدرسة والعمل وكما ذكرنا حين لا نكون على ثقة تامة بأنفسنا وحين نكون مترددين ومهيئين للركض خلف كل انفعال عاطفي وجاهزين للانسياق خلف كل موقف.



وما يجره من ردات فعل سلبية تحدث في دواخلنا آثارا ندفع نحن ثمنها فيما بعد ولا شك للحظة كما أنني على يقين تام اننا في اغلب الاحيان ننفعل وننجر خلف كل هذه المواقف السلبية ونصدق ايضا افكارنا السلبية عن انفسنا او عن الآخرين ولو تأملنا قليلا لتيقنا اننا كنا نضخم الامور ولا نتعامل ابدا معها برؤية وموضوعية فنحذر من هذه الافكار كي نسلم من نتائجها السلبية ومضاعفاتها التي قد تودي بصحتنا النفسية والجسدية.



ويقول الدكتور ريموند حمدان طبيب نفسي هناك بعض الخطوات التي يمكن بها التخلص من كثير من الافكار السلبية والمشاعر السلبية سواء كانت في الفكر او السلوك او الاخلاق او العادات او الكلمات او غيرها لترفعها من على كاهلك وتحرر نفسك من وطأتها وتنطلق بالنفس نحو الحياة بثقة اكبر وآمال مشرقة واسعة بداية يجب تحديد بتجرد وبلا مبالغة اهم الافكار والصفات السلبية في حياتك ويجب افراد كل فكرة او صفة على حدة .



ويجب التفكير في هذه الافكار تفكيرا منطقيا تحليليا يؤدي الى معرفتها وذلك بمعرفة اسبابها وحقيقتها وهل هي واقع حقيقي فعلا او وهم وخيال وان كانت من الاوهام فحرر نفسك منها وان كانت واقعا حقيقيا فتخلص من اسبابها وقلصها الى ادنى قدر ممكن واعلم ان الاوهام كلما كانت اكثر رسوخا في حياتك كلما كان استبعادها يحتاج الى زمن اطول.



اربط ذهنك وفكر بشكل مركز وليكن في لحظات صفاء وبعيد عن الشواغل والقلق بموقف ايجابي مهم في حياتك مستعيدا كل تفاصيله من صوت وصورة ومشاعر وأجواء محيطة كيوم الزواج او عمل شيء مميز او ساعة رؤيتك احد الحرمين فإذا بلغت الذروة من النشاط الذهني والارتياح النفسي والانشراح القلبي وغبت عن واقعك او كدت فحرك شيئا من جوارحك كرر ذلك مرات ومرات حتى يرتبط هذا الموقف الايجابي بكل مشاعره .



وتداعياته النفسية والشعورية بهذه الحركة آليا فبمجرد صدور هذه الحركة منك تنتقل آليا تلك الحالة النفسية الايجابية العالية وان لم تتذكر المواقف المادية التي كانت السبب في هذاالشعور اذا وردت عليك اي من تلك المشاعر أو الافكار السلبية في اي موقف فما عليك الا ان تغمض عينيك قليلا وتخرج من تلك الافكار ثم تتخيل امامك لوحة كتب عليها بخط بارز ولون صارخ كلمة (قف)!



تأمل هذه الكلمة بعض الوقت وكرر النظر فيها مرة بعد اخرى حتى كأنك لم تعد ترى غيرها، تجاوزها بنظرك متخيلا وراءها حدائق غناء وأنهارا جارية وطيورا مغردة ونسيما من الهواء عليلاً وتمتع به قليلا كل ذلك وأنت مغمض عينيك.



انتقل الى المثير الايجابي وحرك الجارحة التي اصبحت مفتاحا له كما سبق وذكرت واستغرق فيه قليلا حتى تتبدل حالتك النفسية وتختفي مشاعرك السلبية تماما، عد للتفكير فيما كنت فيه من شأن ومن عمل اذا عادت الافكار السلبية للالحاح مرة اخرى فتوقف عن العمل تماما في هذه اللحظات وعش فقط في ذكريات الحالة الايجابية.



الأسباب التي تؤدي الى التفكير السلبي



ـ الانتقادات والتهكم الذي ربما يتعرض له الفرد من محيط أسرته أو عمله أو أقاربه...



ـ كما أسلفنا ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية والاسترسال دونما رؤية مما يبعدهم تماماً عن الثبات والهدوء اللذين يمهدان لشخصية إيجابية الفكر والسلوك.



ـ تركيز الإنسان على مناطق الضعف لديه ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل.



ـ عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوقون عليه مع تجاهله لمواطن القوة والتميز لديه.



ـ المواقف السلبية المترسبة لدى الفرد منذ صغره.



ـ الحساسية الزائدة لدى البعض من النقد أو من التوبيخ.



ـ الفراغ وكفى به داء وكفى به سبيلا يسيراً للأفكار السلبية فعدم وجود أهداف عظيمة وطموح لافت لدى الفرد يشغل عليه تفكيره ويحدده في نقاط معينة يسعى إلى صنعها ورؤيتها في واقعه من شأنه أن يوجد فراغاً فكرياً كبيراً.



ـ تضخيم الأشياء فوق حجمها وعدم تفهم المواقف بعقلانية وهدوء.



ـ اتخاذ أصدقاء سلبيين في أفكارهم ونظرتهم ولا أحد يشك في تأثير الصديق.



ـ ابتعد عن كل ما من شأنه أن يصنع أفكاراً سلبية لاحقيقة لها في الواقع ومن ثم يدحضها الفرد بل يرى أنها حقيقة وهذا ناتج ولا شك عن شخصية تعيش فراغاً وانعداماً للثقة.



ـ الخوف والقلق والتردد تصنع شخصية مزدحمة بالأفكار السلبية.



ـ مشاهدة البرامج أو الأفلام أو قراءة مقالات تحمل طابعاً سلبياً فإن لذلك أكبر الأثر.



ـ الاكتتاب والسوداوية في رؤية الأمور والمواقف.



طرق التخلص من الافكار السلبية



ـ الثقة بالنفس أولى خطوات الخلاص من التفكير السلبي، تأمل ذاتك جيداً ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله إياها لكنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتركز على مثالبك وتتأملها وهنا يكمن الخطر.



ـ الهدوء والاسترخاء أمران ضروريان ومهمان لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي.



ـ تذكر أن مراقبة أفكارك منهج حياة كامل يجب أن تتمثله وتسير عليه قم بإقصاء كل فكرة سلبية ترد عليك لأن الفكرة التي ترد على الإنسان مع الوقت تصبح إرادة ومن ثم تصير فعلاً حتى تستحكم عادة فانتبه من أول الطريق.



ـ تذكر أيضاً أن الثبات والانسجام الداخلي ضرورة لكل من أراد بناء شخصية إيجابية ولا تنس أن الوصول إلى هذه الأهداف لا يأتي في يوم وليلة، أمامنا الكثير حتى نصل.



ـ لا بد من وجود أهداف سامية علمية وعملية تسعى وتجد للوصول إليها، فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي.



ـ خالط الأشخاص الإيجابيين وتعلم منهم.



ـ شارك في دورات علمية ومهارية تكتسب منها مزيداً من الثقافة والعلم في مجال فن النجاح أو فن التفكير الإيجابي.



ـ إياك والانطواء على الذات فالعزلة احياناً مرتع خصب للأفكار السلبية.



ـ حذار من الوهم حاول دائماً أن تميز بين ما هو حقيقة وبين ما هو خيال.



ـ إياك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل أن تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين أفكار نشأت من ردات فعل متسرعة.



ـ راجع نفسك دائماً وقومها واعرف ما لها وما عليها وما هو من طاقتها وما هو فوق ذلك.



ـ ابدأ صباحك بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضى والغبطة فذلك عظيم الأثر.



ـ احرص على نفع الآخرين ومساعدتهم ومد يد العون لهم فإن صدى هذا الخير يرجع إليك وأثره ينالك لا محالة.



ـ لا تركز على مثالبك وعيوبك، امسك ورقة وقلماً واكتب نقاط القوة لديك حتماً ستتغير نظرتك.



ـ ابتعد عن كل فكرة أو خاطرة علمت مسبقاً أنها تقودك إلى حالة سلبية.



ـ إذا اجتاحتك الأفكار السلبية أو خاطرة تشاؤمية أبق هادئاً واسترخ وتأمل بعين الموضوعية حتماً ستجد أنك كنت تبالغ وتعطي الموضوع أكبر من حجمه.



ـ تذكر أن التفاؤل سبيل عظيم نحو السعادة الداخلية فلا تحرم نفسك إياه فقط انظر إلى الجانب المشرق والجميل في الأشياء.



ـ تعلم فن التجاهل للأفكار السلبية قل دائماً (وماذا إذا)؟؟ امض في طريقك ثابتاً هادئاً الأمر ليس سهلاً لكن الوقت بإذن الله كفيل أن يوصلك إلى هذا الانسجام الداخلي الرائع.





via منتديات الوزير التعليمية Arabic Minister Forums, Educational and Networking - Alwazer http://vb1.alwazer.com/t88727.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق